دال ميديا: في اجتماع لافت جمع المبعوث الأميركي الخاص دانيال روبنشتاين ووزير الخارجية في الإدارة الانتقالية السورية أسعد الشيباني، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ حيال التقارير التي تشير إلى تصاعد الهجمات العنيفة ضد الأقليات في سوريا. ووفقاً لما كشفه مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس”، فقد شدد روبنشتاين على ضرورة وقف “العنف والانتقام والترهيب”، محذراً من أن استمرار هذه الأعمال قد يؤدي إلى تصعيد داخلي خطير.
دعوات أميركية لتهدئة الأوضاع
وأوضح روبنشتاين خلال اللقاء أن الإدارة الانتقالية السورية بحاجة إلى فرض سيطرتها على الوضع المتوتر. وحذر من أن هذه الأحداث قد تفتح الباب أمام محاولات عناصر مرتبطة بنظام الأسد أو تنظيم داعش لإشعال صراع جديد في البلاد.
وأكد مسؤول أميركي آخر أن الإدارة الانتقالية تواجه اختباراً حقيقياً في قدرتها على إدارة المرحلة الانتقالية ومنع العنف، معتبراً أن فشلها في ذلك قد يؤدي إلى تعميق التوترات الطائفية والاجتماعية في البلاد.
موقف الإدارة الانتقالية
من جانبه، أكد الشيباني معارضة إدارته للعنف وألقى باللوم على جماعات مسلحة لا علاقة لها بـ”هيئة تحرير الشام”، الفصيل الذي كان له دور كبير في الإطاحة بنظام الأسد. وقال الشيباني إن الإدارة تعمل على احتواء الوضع وضمان سلامة جميع المكونات السورية.
اشتباكات دامية وتصاعد التوتر
يأتي هذا اللقاء على خلفية اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت مؤخراً في مدينة طرطوس بين مسلحين تابعين للنظام السابق وشرطة الإدارة الجديدة، مما أسفر عن مقتل 14 عنصراً من الشرطة وعدد من المسلحين. هذه الاشتباكات ألقت بظلالها على الساحل السوري، حيث شهدت مناطق ذات أغلبية علوية مواجهات متكررة بين فصائل مسلحة وأنصار النظام السابق.
وفي الوقت ذاته، أشارت الإدارة الذاتية الكردية إلى خطورة الأحداث الأخيرة التي طالت الأقليات، بما في ذلك حرق شجرة الميلاد في حماة وحمص. وأكدت الإدارة أن هذه الممارسات “لا تخدم مصلحة سوريا ولا مستقبلها”، داعية إلى تعزيز التنوع واحترام العادات والتقاليد.
دعوات لحماية التنوع
أصدرت الإدارة الذاتية الكردية بياناً شددت فيه على أهمية حماية التعددية والتنوع في البلاد. وجاء في البيان أن الهجمات على العلويين وغيرها من الممارسات الاستفزازية تهدد استقرار البلاد وتعرقل الجهود الرامية لإرساء السلام.
آفاق المرحلة الانتقالية
مع تصاعد العنف وتزايد التحديات الأمنية، تبدو الإدارة الانتقالية السورية أمام اختبار حاسم لقدرتها على تحقيق الاستقرار وضمان حقوق جميع المكونات السورية في هذه المرحلة الحرجة.