130 شرطيًا و10 مخازن ذخيرة فارغة على مساحة 17 ألف متر مربع.. كيف انتهى الهجوم الأكثر دموية في السويد؟

قوات الأمن السويدية في موقع الحادث. TT

دال ميديا: كشفت الشرطة السويدية خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس عن تفاصيل المجزرة التي وقعت في مدرسة ريسبرجسكا في أوريبرو يوم أول أمس الرابعة من فبراير 2025، والتي وصفت بأنها أحد أكثر الحوادث دموية في تاريخ السويد، نقلا عن التلفزيون السويدي svt.

بلاغات عن إطلاق نار.. والفوضى تعم المكان

عند الساعة 12:33 ظهرًا، تلقت الشرطة عدة بلاغات عن إطلاق نار داخل مدرسة ريسبرجسكا، مما أدى إلى استنفار سريع للوحدات الأمنية.

بعد خمس دقائق فقط من تلقي البلاغ، وصلت أول دورية شرطة إلى المدرسة ودخلت مباشرة إلى المبنى، حيث واجهت مزيجًا من الفوضى والرعب والدخان الكثيف الذي صعّب عملية التدخل.

يقول لارس ويرين، رئيس شرطة منطقة أوريبرو:
“الضباط الذين وصلوا إلى المكان وصفوا ما شاهدوه بأنه كان أشبه بجحيم. جثث متناثرة، جرحى يصرخون، فوضى عارمة، ودخان كثيف يملأ المكان.”

دخان كثيف وبداية المواجهة المسلحة

وفقًا للشرطة، فإن الدخان الكثيف ناتج عن استخدام نوع من الألعاب النارية أو المواد البيروتكنيكية، مما زاد من تعقيد مهمة فرق الإنقاذ والشرطة في تحديد مصدر إطلاق النار والتحرك داخليًا.

وبعد لحظات، التقى الضباط بالمهاجم، الذي كان يحمل سلاحًا يشبه بندقية هجومية، وأصبح الوضع أكثر خطورة عندما بدأ بإطلاق النار تجاه الشرطة.

يضيف ويرين:
“عندما اقترب الضباط، أدركوا أنهم تحت تهديد مباشر وواجهوا إطلاق نار مكثف.”

ورغم هذا، لم تقم الشرطة بالرد بإطلاق النار، في محاولة منهم لتجنب أي إصابات إضافية وسط الفوضى المستمرة.

وصول قوات النخبة والاشتباك مع المهاجم

بعد عشر دقائق فقط من تلقي البلاغ الأول، وصلت قوات النخبة الخاصة إلى المدرسة، حيث بدأت عملية واسعة لتطهير المبنى الذي تبلغ مساحته 17,000 متر مربع.

واستمرت العملية لأكثر من ساعة حتى عُثر على المهاجم ميتًا، وبجانبه ثلاثة أسلحة نارية، بالإضافة إلى عشرات المخازن الفارغة وكميات ضخمة من الذخيرة غير المستخدمة.

يقول ويرين:
“عثرنا في الموقع على أكثر من عشرة مخازن فارغة بجوار جثة المهاجم، مما يشير إلى استخدام مكثف للذخيرة.”

وبحسب التقارير الرسمية، شارك أكثر من 130 شرطيًا في العملية الأمنية، التي تعد واحدة من أكبر التدخلات الشرطية في السويد خلال السنوات الأخيرة.

حالة من الفوضى وصعوبة تحديد عدد المهاجمين

رغم أن الشرطة وجدت منفذ الهجوم ميتًا، إلا أن الوضع ظل غير واضح لعدة ساعات، حيث لم يكن من الممكن استبعاد احتمال وجود أكثر من مهاجم واحد.

يقول ويرين:
“كان الوضع في غاية الفوضى، مئات الأشخاص يركضون داخل المدرسة وخارجها. لم يكن من السهل تحديد ما إذا كان هناك مهاجمون آخرون.”

أسئلة لا تزال دون إجابة

حتى الآن، لم تؤكد الشرطة نوع الأسلحة التي استخدمها منفذ الهجوم، ولم تحدد دوافعه بشكل قاطع. ومع ذلك، أكدت التحقيقات الأولية عدم وجود دوافع أيديولوجية واضحة، مما يعني أن الحادث لا يصنف كعمل إرهابي حتى اللحظة.

يواصل المحققون تحليل الأدلة الرقمية والتحدث إلى الشهود لفهم دوافع الجاني، بينما تظل مدينة أوريبرو في حالة من الصدمة والحداد بعد هذه الجريمة المروعة.

المزيد من المواضيع