2024 في طريقه ليصبح العام الأكثر حرارة في التاريخ الحديث – الطقس المتطرف يصل إلى مستويات قياسية

عام 2024 الأكثر حرارة في التاريخ. Foto: AP Photo/Petros Giannakouris

تشير بيانات حديثة من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أن عام 2024 قد يسجل كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ، متجاوزاً عتبة حرجة بارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، لتصبح درجة الحرارة العالمية السنوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.5 درجة مئوية.

موجات حر مستمرة وارتفاع قياسي في درجات المحيطات

سجلت درجات حرارة المحيطات أيضاً ارتفاعاً مقلقاً، حيث وصلت درجات الحرارة في أكتوبر 2024 إلى 20.68 درجة مئوية، مما يجعله ثاني أكثر الشهور حرارة على مستوى المحيطات عالمياً. هذا الارتفاع يشير إلى استمرار التأثيرات المناخية الحادة التي تشهدها المناطق الساحلية والمحيطات.

ويشير التقرير إلى أن شهور السنة الماضية، 15 من أصل 16 شهراً، سجلت متوسط درجات حرارة يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتوضح سمانثا بيرجس، نائب مدير خدمة كوبرنيكوس، أن “عام 2024 قد يصبح أول عام في التاريخ الحديث تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية هذا المستوى، مما يعزز الأدلة العلمية على تسارع تغير المناخ.”

آثار كارثية: ذوبان الجليد وتفاقم الظواهر الجوية المتطرفة

يؤكد التقرير أن مناطق الجليد البحري في القطبين الشمالي والجنوبي وصلت إلى أدنى مستوياتها، مما يشكل تهديدًا للنظم البيئية القطبية ويزيد من مستوى سطح البحر. كما أن الأزمات المناخية لم تقتصر على ذوبان الجليد؛ إذ شهدت مناطق متعددة حول العالم ظروفًا مناخية قاسية شملت فيضانات وجفاف شديد.

في شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إيطاليا ومنطقة البحر الأسود، أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات كبيرة راح ضحيتها أكثر من 200 شخص في فالنسيا بإسبانيا، بينما تفاقم الجفاف في شرق أوروبا ومناطق واسعة من الولايات المتحدة ووسط أستراليا، مما أثر على ملايين الأشخاص وزاد من الضغط على الموارد المائية والزراعية.

دعوة للتحرك: نقطة تحول قبل مؤتمر المناخ COP29

تأتي هذه البيانات في وقت حرج، حيث من المقرر أن تعقد قمة المناخ COP29 قريباً. وذكرت بيرجس أن “هذه الأرقام القياسية يجب أن تكون دافعًا لتعزيز الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ في مؤتمر COP29 القادم”. ويأمل المراقبون أن تدفع هذه التطورات القادة العالميين نحو وضع سياسات أكثر طموحاً للحد من الانبعاثات وتحقيق استقرار المناخ على المدى الطويل.

تشير هذه الأرقام بوضوح إلى أن العالم يقف عند نقطة تحول حرجة في معركة المناخ، حيث لم يعد الوقت كافياً للتباطؤ، وأصبح التحرك نحو الاستدامة ضرورة لا مفر منها لضمان مستقبل أفضل للبشرية.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع