دال ميديا: في خطوة دبلوماسية لافتة، قام وزيرا الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والألمانية أنالينا بيربوك بزيارة إلى دمشق، ليكونا أول مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى يلتقيان بالقيادة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد. استُقبل الوزيران من قبل أحمد الشرع، المعروف أيضًا بأبو محمد الجولاني، القائد العام للإدارة السورية الجديدة.
تفاصيل اللقاء والمصافحة المثيرة للجدل
عند وصول الوفدين إلى العاصمة السورية، جرت مراسم الاستقبال بحضور أحمد الشرع. أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة أن الشرع صافح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بينما اكتفى بوضع يده على صدره عند تحيته لنظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، متجنبًا المصافحة المباشرة. هذا التصرف أثار تساؤلات وانتقادات في الأوساط الأوروبية، خاصة الألمانية، حيث اعتُبر تعبيرًا عن تمييز على أساس الجنس.
ردود الفعل الأوروبية والألمانية
وسائل الإعلام الألمانية تناولت الحادثة بشكل واسع، حيث وصفت صحيفة “بيلد” ما حدث بأنه “فضيحة خلال الزيارة الأولى إلى سوريا: القائد الجديد يرفض مصافحة بيربوك!”. من جانبها، أشارت مجلة “دير شبيغل” إلى الواقعة بعنوان: “تجربة بيربوك في دمشق: نسوية تلتقي إسلاميًا…”.
في هذا السياق، أعرب عالم السياسة فولكر بيرثيس، الرئيس السابق لمؤسسة العلوم والسياسة الألمانية، عن قلقه من هذا التصرف، مشيرًا إلى أنه “ليس من التقاليد في سوريا التصرف كما فعل الشرع. آمل أن يتعرض للنقد بسبب ذلك”.
التغطية الإعلامية السويدية
في السويد، تناولت وسائل الإعلام الحادثة بحذر. التلفزيون السويدي (SVT) أشار إلى الزيارة والتركيز على اللقاءات الدبلوماسية، مع تسليط الضوء على الجدل الذي أثارته مسألة المصافحة في الأوساط الأوروبية. كما نُشرت تقارير تحليلية حول تأثير هذه الزيارة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسوريا في المرحلة الانتقالية.
مواقف الوزراء المعنيين
في تعليقها على الحادثة، قالت أنالينا بيربوك: “عندما سافرت إلى هنا، كان واضحًا بالنسبة لي أنه لن تكون هناك مصافحات عادية بالطبع”. وأضافت: “لكن كان من الواضح أيضًا أنني، وكذلك وزير الخارجية الفرنسي، نتشارك هذا الرأي. وبالتالي، لم يمد وزير الخارجية الفرنسي يديه أيضًا”.
خلفية الزيارة وأهدافها
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لدعم العملية الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن “فرنسا ستدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا وسترسل موفدًا دبلوماسيًا إلى دمشق خلال أيام”.
من جهتها، أشارت وزارة الخارجية الألمانية إلى أن المحادثات ستركز على “عملية انتقالية شاملة في سوريا وحماية الأقليات”، بالإضافة إلى “احتمالات وجود دبلوماسي في دمشق”.
تداعيات الحادثة على العلاقات الدبلوماسية
أثارت هذه الحادثة تساؤلات حول مدى تأثير التقاليد الثقافية والدينية على البروتوكولات الدبلوماسية، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا. كما سلطت الضوء على التحديات التي قد تواجهها الدول الأوروبية في التعامل مع القيادة السورية الجديدة، التي تتبنى توجهات إسلامية محافظة.
خاتمة
بينما تسعى الدول الأوروبية إلى بناء جسور تواصل مع القيادة السورية الجديدة لدعم الاستقرار والانتقال السياسي، تبرز تحديات ثقافية ودبلوماسية قد تؤثر على طبيعة هذه العلاقات. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تحقيق توازن بين احترام التقاليد المحلية والحفاظ على القيم والمبادئ الأوروبية في التعاملات الدولية.