تصاعد الاشتباكات في شمال سوريا: أكثر من 100 قتيل في معارك متواصلة بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا

قوات سوريا الديمقراطية.

شمال سوريا: تشهد مناطق شمال شرق سوريا توتراً عسكرياً متزايداً منذ أسابيع، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، ما أسفر عن خسائر بشرية جسيمة. وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة القتلى من الجانبين خلال يومين فقط أكثر من 101 قتيل.

تفاصيل الاشتباكات والضحايا

اندلعت المواجهات في محيط ريف منبج الجنوبي والجنوبي الشرقي بالإضافة إلى المناطق المحيطة بسد تشرين. وأوضح المرصد أن عدد القتلى توزع بين 85 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا و16 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، بينهم قادة ميدانيون بارزون.

وأفاد المرصد أن الاشتباكات اندلعت بعد سلسلة من الهجمات المكثفة التي نفذتها الفصائل المدعومة تركياً، مصحوبة بقصف مدفعي وجوي على مواقع قسد في المنطقة.

تطورات عسكرية: قسد تعلن التصدي لهجمات عنيفة

من جهتها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية تصديها لمحاولات اختراق متكررة من قبل الفصائل المدعومة من تركيا في مناطق شرق وجنوب منبج، مشيرةً إلى أن الهجمات شملت استخدام الطائرات الحربية والمسيرات، مما أسفر عن وقوع أضرار مادية واستمرار المواجهات.

وأفاد مراسل “العربية” أن القوات التركية استخدمت الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة لاستهداف مواقع قرب سد تشرين ومدينة دير حافر، مما أدى إلى تصاعد حدة المواجهات.

خلفية النزاع وامتداد العمليات

منذ نوفمبر 2024، تشهد المنطقة تصعيدًا ملحوظًا، حيث تسعى الفصائل المدعومة من أنقرة للسيطرة على مناطق عدة شمال شرق سوريا، أبرزها منبج، الطبقة، والرقة. وقد تصاعدت هذه العمليات بعد الانسحاب التدريجي للجيش السوري من بعض المناطق ذات الغالبية الكردية.

ورغم استمرار هذه العمليات العسكرية، ما زالت قسد تسيطر على مناطق واسعة من محافظات الحسكة والريف الشرقي لدير الزور.

التوتر مع تركيا: دوافع التصعيد

تواصل أنقرة تهديداتها المستمرة بالقضاء على وجود قوات سوريا الديمقراطية على حدودها الجنوبية، متهمةً إياها بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية.

وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة اجتماعات عقدتها قيادة قسد مع الإدارة السياسية الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع، والذي كان قد أكد في تصريحات سابقة ضرورة دمج جميع الفصائل المسلحة، بما فيها قسد، ضمن وزارة الدفاع السورية، وهو ما أثار توتراً في المشهد السوري الداخلي.

حصيلة قتلى متزايدة واستمرار المواجهات

مع دخول الاشتباكات أسبوعها الرابع، ارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية إلى 220 قتيلاً، بينهم 62 مقاتلاً من قسد، وفقاً لمصادر المرصد السوري. ورغم استمرار الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع، فإن العمليات القتالية ما زالت مستمرة في عدة محاور، مع تزايد القصف الجوي والمدفعي.

يبقى التساؤل حول مستقبل المنطقة مفتوحاً، في ظل التوتر المتزايد والانخراط التركي المستمر في النزاع السوري، وسط محاولات حثيثة من قبل قسدللحفاظ على نفوذها في شمال شرق البلاد.

المزيد من المواضيع