ألمانيا: تشهد شركة فولكس فاغن، عملاقة صناعة السيارات الألمانية، أزمة اقتصادية حادة تهدد بإغلاق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها الممتد منذ عام 1938. هذا الوضع الصادم أثار قلقًا واسعًا في مدينة فولفسبورغ Wolfsburg، مقر الشركة الرئيسي، حيث يعيش الاقتصاد المحلي بالكامل تقريبًا على أنشطة المصنع العملاق.
حالة من الخوف والقلق في فولفسبورغ
في مدينة فولفسبورغ، والتي تأسست تاريخيًا حول مصنع فولكس فاغن ويعمل به نصف سكان المدينة البالغ عددهم 120,000 نسمة، يتصاعد القلق بشأن المستقبل الغامض.
تقول نيكول، وهي أم لطفلين، في حديثها لـ SVT:
“الناس هنا يشعرون بالخوف، إنه خوف وجودي من فقدان مصدر الرزق.”
الأسباب وراء أزمة فولكس فاغن
تعود أزمة الشركة إلى عدة عوامل معقدة:
- تراجع المبيعات عالميًا: أدت الركود الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض حاد في مبيعات السيارات الجديدة.
- تخصص في السيارات الفاخرة: استمرت الشركة في إنتاج سيارات ضمن شريحة سعرية مرتفعة، مما جعلها أقل تنافسية أمام الطلب المتزايد على السيارات الأقل تكلفة.
- المنافسة مع الصين: تصاعدت حدة المنافسة مع الشركات الصينية في سوق السيارات الكهربائية، والتي تقدم سيارات بأسعار منخفضة وتقنيات حديثة.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج: تواجه الشركة تحديات بسبب تكاليف العمالة المرتفعة وأسعار الطاقة في أوروبا، مما يجعل تصنيع السيارات الكهربائية أقل ربحية.
انتقادات حكومية حادة
تعرضت فولكس فاغن لانتقادات مباشرة من وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، الذي حث الشركة على العودة لجذورها كـ”سيارة الشعب”، قائلاً:
“اسمكم يعني سيارة الشعب وليس السيارة الفاخرة. اصنعوا سيارة يستطيع الجميع تحمل تكلفتها.”
تحول بطيء نحو السيارات الكهربائية
ورغم استثمار مليارات اليوروهات في تطوير السيارات الكهربائية، إلا أن تباطؤ عمليات الإنتاج بسبب تقنيات التصنيع التقليدية وضعف التركيز على السيارات الكهربائية جعل التحول صعبًا.
علق ميكائيل فيكيلغرين، خبير سوق السيارات:
“النموذج التقليدي لربحية الشركات عبر قطع الغيار مثل شمعات الإشعال والزيوت لن يكون مستدامًا في المستقبل، لأن السيارات الكهربائية تتطلب صيانة أقل بكثير.”
مستقبل غامض في الأفق
بينما تواجه فولفسبورغ ومستقبل فولكس فاغن تحديات غير مسبوقة، يبقى السؤال: هل تستطيع الشركة العودة إلى جذورها والنجاة من هذه الأزمة التاريخية؟
المصدر: SVT
