دال ميديا: تشير تقارير تقنية حديثة إلى أن السيارات الحديثة أصبحت أدوات متقدمة يمكنها تسجيل وتتبع تفاصيل دقيقة عن حياة مستخدميها، لدرجة يمكن وصفها بأنها تتجسس على أصحابها، وفقًا لما قاله مراسل التقنية في قناة TV4 السويدية، إيميل هيليرود.
ما الذي تعرفه السيارات عن أصحابها؟
تتصل السيارات الحديثة بشكل متزايد مع هواتفنا الذكية وتطبيقاتنا اليومية، ما يمنحها وصولًا واسعًا إلى معلومات حساسة. يمكن لهذه المركبات تسجيل:
- البيانات الجغرافية: الأماكن التي تزورها يمكن أن تكشف الكثير عن هويتك، مثل مستوى الدخل، المعتقدات الدينية، الحالة العائلية، وحتى التوجهات الشخصية.
- أنماط القيادة: يمكن لسيارتك تحليل كيفية قيادتك، ما يكشف عن سمات شخصية مثل الهدوء أو العدوانية، ومدى اهتمامك بالبيئة.
- المحادثات الصوتية: تحتوي بعض السيارات على ميكروفونات يمكنها تسجيل المحادثات، مما يثير مخاوف تتعلق بأمن المعلومات، خاصة بالنسبة للمسؤولين الحكوميين أو الجهات الأمنية.
قضية انفجار سيارة تسلا – كيف ساهمت السيارة في التحقيق؟
حادثة بارزة سلطت الضوء على هذه المخاطر عندما انفجرت سيارة Tesla مؤخرًا خارج فندق يملكه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في لاس فيغاس. كانت السيارة محملة بمفرقعات ومواد قابلة للاشتعال، وعُثر على السائق ميتًا داخلها.
لكن المثير للاهتمام هو أن الشركة استطاعت استخراج معلومات دقيقة من بيانات السيارة بعد ساعات فقط من الحادث، تتضمن الموقع وحركة السيارة قبل الانفجار، مما ساهم بشكل مباشر في تسريع التحقيقات.
مخاوف من الوصول للمعلومات الحساسة
المعلومات التي تجمعها السيارات أصبحت مصدر قلق أمني، خصوصًا عند الحديث عن الجهات الحكومية. على سبيل المثال، أشار هيليرود إلى مشكلة محتملة تتعلق بسيارات فولفو، المملوكة جزئيًا لشركة جيلي الصينية.
وأوضح أن القوانين في الصين تلزم الشركات بمشاركة البيانات مع الحكومة عند الطلب، ما يثير تساؤلات حول إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة تخص المؤسسات الرسمية.
وأضاف:
“حتى في الولايات المتحدة، هناك قوانين مشابهة، لكن الفرق أن أمريكا تعتبر حليفًا، بينما تثير الصين قلقًا أكبر.”
بيع البيانات لأغراض تجارية – وجه آخر للمراقبة
الأمر لا يتوقف على الأمن القومي فقط، بل يمتد إلى الاستخدام التجاري للبيانات، حيث يمكن لشركات التأمين ووكالات الإعلانات شراء بيانات القيادة والموقع لاستهداف المستخدمين بإعلانات مخصصة.
وأكد هيليرود أن هذه المعلومات تستخدم لـالتلاعب بسلوك المستهلكين، عبر التنبؤ بقرارات الشراء بناءً على الأنشطة اليومية وأنماط القيادة.
هل يمكن اعتبار هذا نوعًا من التجسس؟
عند سؤاله إذا ما كان ذلك يعتبر تجسسًا، أجاب هيليرود:
“نعم، يمكن اعتباره كذلك، خاصة وأن البيانات التي يتم جمعها تمنح صورة مفصلة عن حياة الأفراد، وغالبًا لا يعرف المستخدمون كيف يتم استخدامها أو من يمكنه الوصول إليها.”
وأضاف:
“المشكلة أننا نفقد السيطرة على بياناتنا بمجرد جمعها، ولا توجد آلية فعالة لطلب حذفها أو التحكم بها.”
كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام السيارات الذكية؟
- تجنب ربط هاتفك بالسيارة إلا عند الضرورة.
- تعطيل الميزات غير الضرورية مثل خدمات الموقع المستمرة.
- تحديث إعدادات الخصوصية في تطبيقات السيارة.
- استخدام سيارات ذات أنظمة خصوصية أفضل.
الخلاصة: السيارات الذكية تمنحنا راحة وتكنولوجيا متقدمة، لكنها تحمل في الوقت نفسه مخاطر كبيرة على الخصوصية، ما يستدعي مراجعة السياسات التقنية لحماية معلومات المستخدمين.
المصدر: tv4