الجيش السويدي يفاجئ العالم بمشروع سري للطائرات المسيرة القتالية .. لا تحتاج إلى توجيه!

الجيش السويدي يكشف عن. Foto: Försvarsmakten

ستوكهولم: في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة السويدية، أعلن وزير الدفاع السويدي بول جونسون عن مشروع سري جديد لتطوير طائرات مسيرة متقدمة بالتعاون مع شركة “ساب” للصناعات الدفاعية. الإعلان جاء خلال مؤتمر صحفي ضمن فعاليات منتدى الشعب والدفاع السنوي “Folk och försvar” المنعقد في مدينة سيلين، بمقاطعة دالارنا، حيث كشف جونسون عن تفاصيل المشروع الذي تطور بسرعة قياسية.

الجيش السويدي يطور طائرات مسيرة متقدمة بقدرات ذكية

يأتي هذا المشروع في إطار التحديث السريع الذي يشهده الجيش السويدي، حيث تم تطوير تقنية جديدة تسمح للطائرات المسيرة بالعمل ضمن “أسراب ذكية” يمكنها تنفيذ مهام متعددة بشكل شبه ذاتي، دون الحاجة لتدخل بشري مباشر في كل تفصيلة تشغيلية.

التقنية الجديدة تعتمد على برمجيات متطورة تُثبّت على الطائرات، مما يتيح لها التنسيق فيما بينها لتنفيذ عمليات مثل مراقبة وتأمين الطرق، جمع المعلومات الاستخباراتية، نقل الصور الحية، رصد الأهداف المعادية، والعودة بشكل مستقل إلى القاعدة لإعادة الشحن.

قدرات هجومية قابلة للتخصيص

من أبرز الميزات التي تم الكشف عنها هي إمكانية تعديل البرمجيات بسهولة لتتوافق مع المهام القتالية. وأوضح قائد الجيش السويدي، اللواء جوني ليندفورس، أن التقنية تتيح إمكانية تسليح الطائرات المسيرة لحمل قنابل خفيفة، مما يمنح القوات مرونة إضافية في العمليات الهجومية.

وقال ليندفورس:
“نتعلم من مجريات الحرب في أوكرانيا، حيث شهدنا تغيرًا سريعًا في تكتيكات الحرب الحديثة. لهذا السبب، نسعى لامتلاك تكنولوجيا يمكن تحديثها بسرعة، بدلاً من تخزين أعداد هائلة من الطائرات المسيرة دون استخدام فعلي لها.”

اختبار التقنية في مناورات Arctic Strike 25

من المقرر أن تخضع الطائرات المسيرة المزودة بهذه البرمجيات لاختبار عملي واسع النطاق خلال المناورات العسكرية Arctic Strike 25 المقرر إقامتها في مارس المقبل. ستكون هذه المناورات فرصة لتقييم الأداء الميداني للتقنية الجديدة، بمشاركة واسعة من القطاع الصناعي.

وأكد ليندفورس أن التمرين يهدف لاختبار القدرات المتقدمة للطائرات المسيرة في بيئة واقعية، معربًا عن سعادته بالاستجابة الواسعة من القطاع الصناعي لدعوة المشاركة في هذه الاختبارات.

الابتكار الدفاعي في زمن قياسي

ما يميز هذا المشروع ليس فقط التقنية المتقدمة، بل أيضًا السرعة الفائقة في تطويره. فبينما تستغرق المشاريع الدفاعية عادة ما بين 4 إلى 5 سنوات للوصول إلى مرحلة التنفيذ، تم إنجاز هذا المشروع خلال عام واحد فقط.

السبب وراء هذه السرعة، وفقًا لوزارة الدفاع، يعود إلى التزام مباشر ومشاركة شخصية من قبل قائد الجيش جوني ليندفورس ووزير الدفاع بول جونسون، مما سرّع من عمليات الموافقة والتنفيذ.

رؤية استراتيجية لمستقبل الابتكار العسكري

تسعى السويد من خلال هذا المشروع إلى تطوير آليات عمل جديدة داخل المنظومة الدفاعية، تتيح اعتماد الابتكارات التكنولوجية بسرعة أكبر. ومن المقرر تقديم تقرير شامل في الربيع المقبل يتضمن توصيات لإجراء تعديلات تنظيمية على مستوى وزارة الدفاع والجهات الحكومية، بهدف تسريع تبني التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة.

الهدف النهائي لهذا التحديث هو ضمان بقاء القوات المسلحة السويدية في طليعة الابتكار الدفاعي، مع التركيز على المرونة وسرعة الاستجابة لمتغيرات ساحة المعركة الحديثة.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع