السويد تشدد استراتيجياتها الدفاعية وتوسع الخدمة المدنية وسط تصاعد التهديدات الروسية

وزير الدفاع السويدي بال جونسون ووزير الدفاع المدني كارل-أوسكار بولين.

دالارنا: في ظل تصاعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتكثيف الهجمات الهجينة ضد السويد ودول أوروبية أخرى، شددت الحكومة السويدية على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية واتخاذ تدابير استباقية لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة. جاء ذلك في تصريحات قوية أدلى بها وزير الدفاع السويدي بال جونسون ووزير الدفاع المدني كارل-أوسكار بولين خلال منتدى الشعب والدفاع (Folk och Försvar) السنوي في مدينة سيلين.

تصاعد التهديدات الروسية يستدعي استجابة أقوى

حذر وزير الدفاع السويدي بال جونسون من أن التهديد الروسي أصبح أكثر خطورة واستدامة، مشيرًا إلى أن أوروبا بحاجة لتحمل مسؤولية أكبر في حماية أمنها الإقليمي، خاصة مع التحولات في أولويات الولايات المتحدة الأمنية.

قال جونسون:
“علينا أن ننطلق من افتراض أن روسيا ستمثل تهديدًا بالغ الخطورة لنا ولحلفائنا لفترة طويلة قادمة. أوروبا بحاجة إلى تكثيف جهودها الدفاعية بدلاً من الاعتماد الكلي على الدعم الأمريكي.”

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم دورها الحاسم في أمن أوروبا، أصبحت تركز بشكل متزايد على شرق آسيا، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية قد تزداد وضوحًا في ظل الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة دونالد ترامب، والتي يتزايد داخلها الجدل حول الالتزامات الأمنية الخارجية.

تعزيز الخدمة المدنية لمواجهة الأزمات

إلى جانب التحديثات العسكرية، أعلن وزير الدفاع المدني كارل-أوسكار بولين عن خطط لتوسيع نطاق الخدمة المدنية بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الظروف الأمنية المتصاعدة تتطلب مشاركة جماعية من جميع المواطنين.

وأوضح بولين أن الحكومة تخطط لزيادة عدد الذين سيخضعون للخدمة المدنية من 300 شخص في العام الماضي إلى 3,000 شخص خلال الأعوام القادمة.

تشمل الخدمة المدنية تدريبًا أساسيًا في مجالات مثل خدمات الطوارئ والدفاع المدني، مع التركيز على إعداد المجتمع للتعامل مع الأزمات واسعة النطاق. وقد أطلقت الحكومة بالفعل برنامجًا تسريعيًا جديدًا لتدريب كوادر مدنية من خلال عمليات تجنيد موسعة تستند إلى بيانات الفحص العسكري.

دعوة للوحدة الوطنية وإنهاء الفردية

في كلمته القوية، شدد بولين على أهمية تجاوز عقلية الفردية والتركيز على التضامن الوطني في مواجهة التحديات الأمنية:

“زمن الفردية المفرطة قد انتهى. المستقبل يتطلب روحًا جماعية أوسع، حيث تصبح حماية مصالح السويد مسؤولية جماعية تتجاوز السعي الشخصي لتحقيق الذات.”

نظرة مستقبلية: إعادة هيكلة شاملة للدفاع المدني

تتجه السويد نحو إصلاحات دفاعية شاملة تشمل:

  • رفع القدرات العسكرية والمدنية بشكل متوازٍ.
  • تعزيز الشراكات الأوروبية الدفاعية.
  • زيادة برامج التجنيد والخدمة المدنية بشكل كبير.

الرسائل التي وجهتها الحكومة تشير بوضوح إلى مرحلة جديدة من الجاهزية الأمنية في السويد، تستند إلى مبدأ المشاركة الوطنية الكاملة، بهدف تأمين المجتمع السويدي في ظل تصاعد التهديدات الجيوسياسية.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع