ابتكار غير مسبوق: الطاقة الشمسية من الفضاء قد تغير مشهد الطاقة العالمي

ثورة في عالم الطاقة: ألواح شمسية في الفضاء توفر كهرباء بلا انقطاع للأرض: Foto: ESA

دال ميديا: في خطوة واعدة نحو مستقبل خالٍ من الوقود الأحفوري، تعمل عدة مؤسسات وشركات عالمية على تطوير مشاريع طموحة تهدف إلى توليد الكهرباء من الفضاء، باستخدام محطات طاقة شمسية مدارية تُرسل أشعة الشمس إلى الأرض عبر موجات الميكروويف. من بين هذه الشركات، برزت شركة Space Solar البريطانية التي أعلنت أنها قد تتمكن من تشغيل أول محطة طاقة شمسية فضائية خلال السنوات الخمس المقبلة، في مشروع طموح قد يحدث تحولًا جذريًا في قطاع الطاقة العالمي.

كيف تعمل الطاقة الشمسية الفضائية؟

تعتمد فكرة الطاقة الشمسية الفضائية على إرسال ألواح شمسية ضخمة إلى الفضاء، حيث تُجمّع هذه الألواح أشعة الشمس وتحوّلها إلى طاقة كهربائية. يتم بعد ذلك نقل هذه الطاقة إلى الأرض من خلال موجات ميكروويف دقيقة تُلتقط بواسطة هوائيات عملاقة مثبتة على الأرض، ثم تُحول إلى كهرباء قابلة للاستخدام في الشبكات الكهربائية.

ما يجعل هذا النموذج مميزًا هو أن الشمس تظل مشرقة باستمرار في الفضاء، دون تأثر بالعوامل الجوية أو تغيرات الليل والنهار، ما يعني توليد طاقة مستدامة وغير منقطعة. يقول سام أدلين، المدير التنفيذي لشركة Space Solar:

“في الفضاء، لا توجد ليالٍ أو فصول أو طقس سيئ، مما يجعل الطاقة الشمسية الفضائية أكثر استقرارًا وموثوقية مقارنة بالطاقة الشمسية التقليدية على الأرض.”

مزايا الطاقة الشمسية من الفضاء

  • توفر الطاقة المستدامة: بفضل أشعة الشمس الدائمة في الفضاء، يمكن توليد الكهرباء بشكل مستمر دون انقطاع.
  • تغطية واسعة: يمكن توجيه الطاقة المرسلة من الفضاء إلى أي نقطة على الكوكب، مما يتيح إمكانية تغذية مناطق نائية أو دول تفتقر إلى البنية التحتية للطاقة.
  • انخفاض الانبعاثات: المشروع يدعم أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، خصوصًا في ظل تزايد الحاجة لمصادر طاقة نظيفة.

التحديات التقنية واللوجستية

رغم الإمكانيات المبهرة، تواجه مشاريع الطاقة الشمسية الفضائية تحديات معقدة، من أبرزها:

  • التكلفة المرتفعة: رغم انخفاض تكاليف الإطلاق الفضائي مؤخرًا، فإن إرسال ألواح شمسية عملاقة إلى الفضاء وبنائها بواسطة روبوتات متقدمة لا يزال مكلفًا للغاية.
  • البناء الفضائي: يتطلب المشروع استخدام روبوتات متقدمة لتجميع الألواح الشمسية الضخمة في المدار، وهي تكنولوجيا لم يتم اختبارها بعد بهذا الحجم.
  • السلامة والأمان: ضمان عدم تأثير موجات الميكروويف المستخدمة لنقل الطاقة على صحة البشر أو على الأنظمة البيئية.

متى يمكن أن تصبح الطاقة الشمسية الفضائية حقيقة؟

تخطط شركة Space Solar لإطلاق محطة طاقة شمسية تجريبية بقدرة 30 ميغاواط بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يتم توسيع نطاق هذه التكنولوجيا بشكل أكبر خلال العقود القادمة، حيث تتعاون وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا مع شركات خاصة لدراسة جدوى المشروع على نطاق أوسع.

هل يمكن أن تكون بديلاً للطاقة الأرضية؟

رغم الميزات الفريدة للطاقة الشمسية الفضائية، يؤكد الخبراء أن الحلول الأرضية مثل مزارع الطاقة الشمسية والرياح لا تزال أكثر كفاءة من حيث التكلفة والسهولة في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن الطاقة الشمسية الفضائية يمكن أن تصبح حلاً تكميليًا مثاليًا، خاصة لتوفير الكهرباء في المناطق النائية أو في أوقات الذروة.

يعلق يوهان كولر من هيئة الفضاء السويدية:

“الطاقة الشمسية من الفضاء فكرة واعدة، ولكن تنفيذها سيحتاج إلى تخطيط طويل المدى وتعاون دولي مكثف.”

الخلاصة

مع اشتداد الحاجة العالمية للبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، يمثل مشروع الطاقة الشمسية الفضائية طفرة في عالم التكنولوجيا والابتكار. وبينما لا تزال بعض العقبات التقنية والمالية قائمة، فإن إمكانية إنتاج كهرباء نظيفة بلا انقطاع من الفضاء قد تغير مستقبل الطاقة وتساهم بشكل كبير في مكافحة تغير المناخ.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع