ستوكهولم: في واحدة من أكثر الجرائم صدمة التي شهدتها السويد، تم العثور على جثة رجل يبلغ من العمر 37 عامًا داخل حقيبة في بلدية فيرمدو Värmdö، التابعة للعاصمة ستوكهولم، في حادثة كشفت تفاصيل مروعة ودوافع معقدة مرتبطة بقضايا الشرف، حسب ما أعلنت النيابة العامة السويدية.
بدأت فصول القضية بالظهور في الربيع الماضي، عندما عُثر على الجثة بعد اختفاء الضحية لعدة أيام، ليتم فتح تحقيق مكثف قاد في النهاية إلى توجيه اتهامات بالقتل وانتهاك حرمة القبور ضد امرأة وشقيقها، بالإضافة إلى شقيق زوجها، بينما لا يزال زوج المتهمة الرئيسي مطلوبًا دوليًا وصدر بحقه أمر اعتقال غيابي.
تفاصيل الجريمة والدوافع المعقدة
وفقًا لما كشفت عنه النيابة العامة، فإن الحادثة ليست مجرد جريمة قتل تقليدية، بل لها جذور مرتبطة بالشرف.
كانت المرأة، التي تواجه اتهامات رسمية بالقتل وانتهاك حرمة القبور، قد تورطت مع زوجها، الذي فر من العدالة، في جريمة خطط لها بعناية، حيث يُعتقد أن الدافع كان مرتبطًا بمعتقدات عائلية مشددة حول الشرف.
وأوضحت التحقيقات أن شقيق المرأة وشقيق زوجها قد شاركا بشكل مباشر في الجريمة أو في محاولة إخفاء معالمها، مما أدى إلى تورطهما في القضية أيضًا.
اختفاء وتحقيق معقد
بدأت القضية بعد إبلاغ عائلة الضحية عن اختفائه بشكل مفاجئ، مما دفع الشرطة إلى إجراء تحقيق موسع شمل تتبع المكالمات الهاتفية و سجلات التنقل، ليتم بعدها اكتشاف الجثة داخل حقيبة مغلقة وموضوعة في منطقة مهجورة في بلدية فيرمدو.
أثار هذا الاكتشاف صدمة مجتمعية واسعة، خاصة بعد أن اتضح أن القتل لم يكن مجرد حادثة عرضية، بل كان مرتبطًا بمفاهيم الثأر العائلي والشرف التي أدت إلى اتخاذ قرارات مدمرة.
المطاردة الدولية للزوج الهارب
بينما تم توقيف المرأة وشقيقيها، فإن الزوج، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر الرئيسي للجريمة، لا يزال هاربًا. وقد أصدرت السلطات السويدية مذكرة توقيف دولية بحقه، مع استمرار الجهود لتعقبه عبر التعاون مع الإنتربول.
تأكيدات النيابة حول الدافع
أوضحت النيابة العامة أن الأدلة المتوفرة، بما في ذلك شهادات الشهود والبيانات الرقمية، تدعم بقوة أن الجريمة تمت بدافع الحفاظ على الشرف العائلي.
وصرح المدعي العام في القضية قائلًا:
“ما شهدناه هنا هو مثال مأساوي على كيف يمكن للمفاهيم المشوهة عن الشرف أن تؤدي إلى قرارات مدمرة تنتهي بجرائم مروعة مثل هذه. نعمل على ضمان تحقيق العدالة الكاملة للضحية وأسرته.”
المجتمع يطالب بالعدالة
أثارت هذه الجريمة غضبًا واسعًا في المجتمع السويدي، مع دعوات لتشديد القوانين المتعلقة بجرائم الشرف وضرورة تعزيز حماية الضحايا المحتملين من العنف الأسري.
هل ستحقق العدالة؟
بينما تنتظر السويد جلسات المحاكمة القادمة، يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيتم تحقيق العدالة الكاملة؟ وهل ستتمكن السلطات من تعقب المشتبه به الرئيسي وجلبه للمثول أمام القضاء؟
المصدر: sverigesradio