دال ميديا: يشهد شمال السويد انتشارًا مقلقًا لقراد التايغا، وهو نوع من القراد القادم من روسيا، والذي تم اكتشافه لأول مرة في البلاد عام 2005. وفقًا لتقرير حديث صادر عن الهيئة السويدية للصحة البيطرية (SVA)، يواصل هذا النوع التوسع بشكل مقلق، حيث تم الإبلاغ عن 851 مشاهدة مؤكدة في عام 2024، بزيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة.
هذا القراد المعروف بخطورته، رُصد في مناطق أوسع مما كان عليه الحال قبل خمس سنوات، حيث انتشر من السواحل الشمالية وبدأ بالتحرك تدريجيًا نحو المناطق الداخلية من البلاد.
خطر صحي متعدد الجوانب
يُعد قراد التايغا أكثر خطورة من القراد التقليدي، نظرًا لقدرته على نقل أمراض متعددة، من بينها:
- فيروس TBE (التهاب الدماغ المنقول بالقراد): والذي يسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا في معظم الحالات، لكنه قد يتطور في بعض الأحيان إلى التهاب دماغي حاد.
- حمى الحقول (Anaplasma phagocytophilum): عدوى بكتيرية تؤثر بشكل خاص على الرنة، الأغنام والأبقار، مما يشكل تهديدًا لصناعة الرعي والحيوانات الزراعية في المناطق المتضررة.
على الرغم من عدم تسجيل حالات مرضية سريرية حتى الآن، فقد أظهر الفحص البيطري أن القراد المكتشف يحمل بالفعل مسببات الأمراض، مما يزيد من القلق بشأن تفشي الأمراض في المستقبل القريب.
جهود لمراقبة انتشار القراد
استجابة لتزايد الانتشار، أطلقت الهيئة السويدية للصحة البيطرية (SVA) حملة وطنية تهدف إلى تتبع تحركات القراد في البلاد بشكل أكثر دقة. وتهدف الهيئة إلى جمع 10,000 بلاغ من المواطنين حول مشاهداتهم للقراد خلال عام 2025، مع التركيز بشكل خاص على الأنواع غير التقليدية مثل قراد التايغا.
يُطلب من المواطنين المساهمة عبر الإبلاغ عن أي مشاهدات للقراد من خلال المنصة الإلكترونية الرسمية للهيئة، بهدف رصد الأنواع الجديدة وتقييم المخاطر المحتملة على الصحة العامة والحيوانات.
الوقاية والحد من المخاطر
مع استمرار انتشار القراد، توصي السلطات الصحية في السويد بعدد من الإجراءات الوقائية للمواطنين الذين يقضون أوقاتًا في الطبيعة، بما في ذلك:
- ارتداء ملابس واقية وطويلة عند التنزه في المناطق العشبية والغابات.
- تفقد الجسم والملابس بعد العودة من الأماكن المفتوحة.
- استخدام مبيدات الحشرات المناسبة والمصرح بها.
- مراجعة الطبيب البيطري عند ملاحظة سلوك غير طبيعي في الحيوانات الرعوية.
تهديد بيئي وصحي متصاعد
يعتبر انتشار قراد التايغا في شمال السويد تحديًا بيئيًا وصحيًا جديدًا يتطلب تعاونًا واسعًا بين المواطنين والجهات الصحية. من خلال توثيق المشاهدات والالتزام بالإجراءات الوقائية، يمكن للسويد أن تتصدى لهذا التهديد البيولوجي المتنامي قبل تحوله إلى أزمة صحية أوسع نطاقًا.
المصدر: tv4
