ستوكهولم: أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن جزيرة غرينلاند ردود فعل قوية في السويد، حيث أكد مسؤولون سويديون دعمهم الكامل للدنمارك وسط الجدل المتصاعد.

وزيرة الخارجية السويدية تعلن دعمها للدنمارك

علقت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينرغارد (من حزب المحافظين)، على تصريحات ترامب، مؤكدة دعم الحكومة السويدية الكامل للدنمارك في مواجهة هذه التصريحات المثيرة للجدل.

وقالت ستينرغارد في تصريح لقناة TV4 Nyheterna:
“مستقبل الدنمارك وغرينلاند يقررهما الدنمارك وغرينلاند وحدهما، وليس أي طرف آخر. نحن نقدم دعمنا الكامل لبيان رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، الذي كان واضحًا تمامًا حول هذه المسألة.”

انتقادات من رئيس الوزراء السويدي كريسترسون

بدوره، أبدى رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون (M) اعتراضه القاطع على تصريحات ترامب، مؤكدًا أن السويد تقف إلى جانب الدنمارك.

وجاء في بيانه:
“الدنمارك وغرينلاند هما الوحيدان المخولان باتخاذ القرارات المتعلقة بأراضيهما، ونحن في السويد ندعم هذا الموقف بشكل كامل. لقد عبرت عن دعمي المباشر لرئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن خلال محادثتنا أمس.”

وأضاف كريسترسون:
“نحن لا نقبل بأي حال من الأحوال إعادة ترسيم الحدود باستخدام التهديدات أو القوة، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه.”

انتقادات لاذعة من المعارضة السويدية

وجاءت انتقادات المعارضة أكثر حدة، حيث قارن المتحدث الرسمي باسم السياسة الخارجية لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين، مورغان يوهانسون، تصريحات ترامب بتحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وقال يوهانسون:
“إنها تصريحات غير مقبولة على الإطلاق. ترامب يتصرف كما فعل بوتين تمامًا، بتهديد الدول ومحاولة فرض السيطرة بالقوة. يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الوقوف بحزم لدعم الدنمارك بشكل كامل ضد هذا التهديد.”

دادغوستار: تصريحات استثنائية ومثيرة للقلق

كما وصفت رئيسة حزب اليسار، نوشي دادغوستار، تصريحات ترامب بأنها “استثنائية للغاية”، مضيفةً:
“ما نشهده الآن في الولايات المتحدة يتعارض مع جميع الأعراف الدبلوماسية التي تم الحفاظ عليها منذ الحرب العالمية الثانية. من الضروري أن ندافع عن السيادة الوطنية لأوروبا أمام هذه التصريحات المقلقة.”

الخلفية: تصريحات ترامب المثيرة للجدل

كان ترامب قد صرح عبر منصة Truth Social بأن ابنه، دونالد ترامب جونيور، سيزور جرينلاند، مشيرًا إلى أن سكان الجزيرة “سيستفيدون بشكل كبير عندما تصبح جزءًا من الولايات المتحدة.” كما لم يستبعد ترامب اللجوء إلى ضغوط اقتصادية وعسكرية لضم غرينلاند، بجانب تصريحات مشابهة حول قناة بنما وكندا، مما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.

السويد والدنمارك تقفان الآن في موقف موحد أمام هذه التصريحات، مطالبتين باحترام السيادة الوطنية وعدم اللجوء لأساليب التهديد والابتزاز السياسي.

المصدر: tv4