ألمانيا تعلن عن برنامج لدعم عودة اللاجئين السوريين مع تحذيرات من آثار اقتصادية محتملة

ألمانيا تعلن عن برنامج لدعم عودة اللاجئين السوريين. Omer Messinger/Getty Images

برلين: أعلنت الحكومة الألمانية عن برنامج جديد يهدف إلى دعم اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال تقديم مساعدات مالية مشجعة، إلا أن تقارير حديثة حذرت من التأثيرات السلبية لهذه الخطوة على الاقتصاد الألماني.

تفاصيل البرنامج: دعم مالي للراغبين في العودة

صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الجمعة، أن الحكومة الألمانية قررت توسيع برنامجها لدعم العودة الطوعية للسوريين.
وبحسب الإعلان، ستشمل المساعدات المقدمة:

  • 200 يورو (205 دولارات) لتغطية تكاليف السفر.
  • 1000 يورو لتمويل بدء مشاريع تجارية للراغبين بالعودة.

وأوضح المتحدث أن البرنامج يستهدف السوريين الذين يقررون العودة طوعًا، مع التأكيد على أن الوضع في سوريا لا يزال غير واضح تمامًا لعودة جماعية واسعة.

تزامن مع زيارة دبلوماسية بارزة لدمشق

يتزامن هذا الإعلان مع زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو إلى دمشق، وهي أول زيارة لمسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى منذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر.
الزيارة تهدف إلى مناقشة ترتيبات المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا بعد رحيل الأسد.

السوريون في ألمانيا: جالية مؤثرة وأدوار حيوية

استقبلت ألمانيا آلاف اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب الأهلية، ويعيش معظمهم في الولايات الاتحادية الكبرى مثل:

  • شمال الراين وستفاليا (Nordrhein-Westfalen)
  • بافاريا (Bayern)
  • بادن فورتمبيرغ (Baden-Württemberg)

هذه المناطق أصبحت مركز جذب للاجئين بسبب الكثافة السكانية، وتوفر فرص العمل بشكل أكبر مقارنة ببقية الولايات.

تحذيرات من آثار اقتصادية خطيرة على ألمانيا

رغم المبادرة الحكومية، حذرت دراسات حديثة من أن عودة السوريين قد تتسبب في تداعيات اقتصادية سلبية كبيرة.
وفقًا لدراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا، هناك حوالي 80 ألف سوري يعملون حاليًا في قطاعات تعاني من نقص حاد في العمالة، مثل:

  • قطاع السيارات والهندسة الفنية.
  • القطاع الطبي، بما في ذلك الأطباء وأطباء الأسنان.
  • الوظائف المتعلقة بالطاقة والبيئة مثل التدفئة وتكييف الهواء.

“عودة هؤلاء العمال المهرة قد تزيد من فجوة المهارات وتفاقم نقص الأيدي العاملة المؤهلة”، جاء في التقرير.

على سبيل المثال، يعمل في ألمانيا حوالي 5300 طبيب سوري، وعودتهم إلى سوريا قد تتسبب في انهيار الخدمات الصحية في بعض المناطق التي تعاني أصلاً من نقص الكوادر الطبية.

تحديات تواجه قرار العودة

يواجه قرار إعادة السوريين عدة تحديات أبرزها:

  • الوضع الأمني غير المستقر في سوريا.
  • عدم وضوح مستقبل الحقوق السياسية والضمانات الأمنية.
  • تأثير غياب العمالة السورية على القطاعات الحيوية في ألمانيا.

خاتمة: خطوة محفوفة بالمخاطر؟

بينما تسعى الحكومة الألمانية للتوفيق بين السياسات الإنسانية والاعتبارات الاقتصادية، يظل التساؤل:
هل يمكن لألمانيا تحقيق التوازن بين تشجيع العودة الطوعية وحماية مصالحها الاقتصادية؟
الأيام القادمة وحدها ستكشف مدى نجاح هذه السياسة وتأثيرها على البلدين.

المزيد من المواضيع