السباق نحو الكأس المقدسة للطاقة: هل تصبح الاندماجية الحل المثالي بحلول 2040؟

مستقبل الطاقة الكهربائية في السويد. ITER

دال ميديا: تُعد الطاقة الاندماجية أحد أكثر الابتكارات الواعدة في عالم إنتاج الطاقة، حيث تمتلك القدرة على إحداث ثورة جذرية في قطاع الطاقة العالمي من خلال تقديم كهرباء نظيفة، آمنة، ومستقرة دون آثار بيئية خطيرة.

على عكس الطاقة الشمسية والرياح، التي تعتمد على عوامل مناخية متغيرة، أو الطاقة النووية التقليدية التي تخلف نفايات مشعة خطيرة، تقدم الطاقة الاندماجية حلًا مثاليًا؛ فهي تعتمد على وقود مستخرج من الماء والليثيوم، وتنتج فقط الهيليوم كناتج ثانوي، دون أي انبعاثات ضارة.

السباق نحو تحقيق الطاقة الاندماجية: حلم يتحول إلى واقع؟

تمثل الطاقة الاندماجية ما يُعرف بـ الكأس المقدسة في عالم الطاقة، وهو الحلم الذي سعت البشرية لتحقيقه لأكثر من نصف قرن. مؤخرًا، تسارعت الأبحاث والابتكارات مع دخول شركات تقنية ناشئة على خط المنافسة، في محاولة لتحقيق اختراق علمي يمكّن من توفير هذه الطاقة للاستخدام التجاري.

شركة نوفاترون Novatron السويدية، بالتعاون مع المعهد الملكي للتكنولوجيا (KTH)، تعمل حاليًا على تطوير تقنيات جديدة لاحتواء البلازما – وهي غاز فائق الحرارة يُمثل التحدي الأكبر في عملية الاندماج. الشركة تستعد حاليًا للبدء بأول اختبارات تشغيل تجريبية لأول نموذج أولي لها مع مطلع العام الجديد.

كما أعلنت نوفاترون مؤخرًا عن شراكة مع وكالة الطاقة الذرية البريطانية (UKAEA)، التي تعمل في مجال أبحاث الاندماج منذ الثمانينيات، في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في التقنيات الاندماجية كحل مستقبلي.

استثمارات ضخمة ومنافسة عالمية محتدمة

شهد قطاع الطاقة الاندماجية تدفقًا متزايدًا من رأس المال الاستثماري، حيث استثمرت شركات تقنية كبرى وأسماء بارزة مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مبلغًا قدره 375 مليون دولار في الشركة الأمريكية Helion، التي تتوقع تحقيق إنتاج تجاري للطاقة الاندماجية بحلول عام 2030، في حين تتوقع نوفاترون تحقيق ذلك بحلول عام 2040.

ألمانيا أيضًا دخلت هذا السباق بقوة من خلال استثمارات حكومية ضخمة، مما يعكس تزايد الاهتمام العالمي بهذه التقنية.

دور الذكاء الاصطناعي في تسريع الابتكار

اللافت أن الذكاء الاصطناعي (AI) أصبح يلعب دورًا مزدوجًا في مجال الطاقة الاندماجية:

  • طلب مرتفع على الكهرباء: ازدهار تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يرفع الحاجة إلى طاقة كهربائية مستقرة ونظيفة.
  • تسريع الأبحاث: يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات، ما يسرع عمليات البحث والتطوير في مجال احتواء البلازما والتحكم في الطاقة الاندماجية.

هل نحن على أعتاب ثورة طاقية؟

بين التفاؤل الحذر والتحديات التقنية الهائلة، يبدو أن الطاقة الاندماجية تقترب أكثر من أي وقت مضى من أن تصبح واقعًا تجاريًا. ومع استمرار الأبحاث والاستثمارات المتزايدة، قد نشهد خلال العقود القليلة المقبلة ولادة مصدر طاقة مستدامة قادر على تغيير شكل العالم كما نعرفه.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع