733 مليون شخص واجهوا الجوع في العام الماضي: تقرير أممي يحذر من تأخر تحقيق أهداف التنمية المستدامة

© WFP/Cheick Omar Bandaogo
© WFP/Cheick Omar Bandaogo

كشفت أحدث التقارير الصادرة عن خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة أن نحو 733 مليون شخص حول العالم عانوا من الجوع في العام الماضي، ما يعادل واحدًا من كل أحد عشر شخصًا عالميًا، وواحدًا من كل خمسة في أفريقيا. التقرير السنوي عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، والذي تم إطلاقه في سياق الاجتماع الوزاري لفريق عمل التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر التابع لمجموعة العشرين في البرازيل، يسلط الضوء على التحديات الحاسمة التي تواجه الأمن الغذائي العالمي.

تأخر تحقيق أهداف التنمية المستدامة

يحذر التقرير من أن العالم يتخلف بشكل كبير عن تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني، وهو القضاء على الجوع بحلول عام 2030. يشير التقرير إلى أن مستويات نقص التغذية الحالية تعود إلى ما كانت عليه في الفترة 2008-2009، مما يعكس تراجعًا كبيرًا بمقدار 15 عامًا.

تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية

أوضح ديفيد لابورد، مدير شعبة اقتصاديات الأغذية الزراعية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن جائحة كوفيد-19 تسببت في زيادة كبيرة في مستويات الجوع العالمية، حيث انضم أكثر من 152 مليون شخص إلى صفوف الجوعى خلال الجائحة. وأضاف لابورد أن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها لعبت دورًا حاسمًا في زيادة انعدام الأمن الغذائي، وأبقت الأرقام عند مستويات مرتفعة، إلى جانب تأثيرات الصدمات المناخية والنزاعات.

البلدان الأكثر تأثرًا بالجوع

شهدت البلدان التي تواجه النزاعات والصدمات المناخية والتباطؤ الاقتصادي ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الجوع. على سبيل المثال، ارتفعت معدلات الجوع في البلدان المتأثرة بالنزاعات من 25% في عام 2018 إلى 29% في عام 2023. وفي البلدان المتأثرة بالظواهر المناخية الشديدة، زادت معدلات الجوع من 32% في عام 2018 إلى 35% في عام 2023.

الوضع في الدول العربية

تأثرت الدول العربية بشدة بالتطورات الأخيرة، حيث بلغ معدل انتشار الجوع في شمال أفريقيا (بما في ذلك السودان) 7.8%، وهو الأعلى منذ عام 2008. ويعاني 33.4% من السكان في المنطقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والمعتدل، بزيادة قدرها 5% عن مستوياته قبل خمس سنوات. وفي اليمن وسوريا، لا تزال الأوضاع مثيرة للقلق، بينما لا تظهر الأرقام في العراق أي علامة على التحسن.

جهود التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي

أشار لابورد إلى أن جهود التنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي ساعدت في تعزيز مستويات الأمن الغذائي، بفضل قدرتها على تحمل الصدمات الكبرى وارتفاع مستوى دخلها. ويظل النمو الاقتصادي على المدى الطويل عنصرًا رئيسيًا في خطط هذه البلدان لتعزيز الأمن الغذائي.

التوقعات المستقبلية

حذر لابورد من أنه بدون مزيد من التمويل ومع استمرار النزاعات والصدمات المناخية، فإن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن 581.7 مليون شخص سيظلون يعانون من الجوع المزمن بحلول عام 2030، منهم 308 ملايين في أفريقيا. لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، يتطلب ذلك دفعة كبيرة من حيث التمويل وجهود تنسيقية من قبل الحكومات وصناع السياسات.

تحسين الأمن الغذائي

وأكد لابورد على أهمية الاستثمار في شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفقراء، وإجراء تغييرات هيكلية في نظم الأغذية الزراعية لجعلها أكثر مرونة واستدامة وعدالة. وأشار إلى أن تحسين الأمن الغذائي يتطلب تحديد أولويات واضحة واستراتيجيات منسقة من قبل صانعي السياسات.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

المزيد من المواضيع