بسبب القلق المتزايد من تغيير المناخ والذي أصبح أحدى أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي في الوقت الحالي، يحاول الكثيرون من نشطاء البيئة والعاملين من أجل حماية المناخ على تغيير نمط حياتهم مثل الاستغناء عن السيارات واستخدام الطائرات و حتى تناول اللحوم، حتى قام البعض بالدعوة الى عدم الإنجاب للحفاظ على البيئة!، ولكن لماذا؟.
وقال برنوارد كزانغ، استاذ الفلسفة العملية و أخلاقيات العمل في جامعة مانهايم الألمانية، ان قلق مؤيدي “مقاطعة الإنجاب” يمكن تفسيره على انه يتعلق بالمخاطر البيئية التي يسببها الأطفال، مثل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. و ايضا القلق من عدم قدرة الأطفال على التمتع بحياة تستحق العيش في المستقبل لأن هذا العالم سيتحول إلى خراب، على حد قول الأستاذ برنوارد كزانغ.
كما أجرى الباحثان، سيث واينز وكيمبرلي إيه نيكولاس، من جامعة “لوند” السويدية، دراسة عن مدى عقلانية الإجراء الذي اتخذه دعاة “مقاطعة الإنجاب”. إذ تناول الباحثان التدابير التي تؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وتضمنت أيضًا عدم إنجاب الأطفال.
وبحسب الدراسة يمكن تجنب ما معدله 50 طناً من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وهو أكثر مما يمكن توفيره من خلال الاستغناء عن سيارة (5,3 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً) أو اللحوم (1,6 طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً).
غير أن برنوارد كزانغ، يرى أن البديل قد يكون عبر التبرع بسخاء للحد من النمو السكاني في جنوب الكرة الأرضية. ويشرح الأستاذ الجامعي البديل المقترح بأنه “يمكن تحقيق نفس التأثير أو أكثر من خلال التبرعات والالتزام البيئي. وهذا كله بتكلفة أقل”.
وترتبط كمية الانبعاثات التي يسببها الطفل بمكان ولادته، وفق كريستيان باتس، أستاذ أخلاقيات المناخ والعدالة العالمية في جامعة كريستيان ألبريشت في مدينة كيل في ألمانيا، ويقول “قد يكون لدى شخص فقير في أفريقيا جنوب الصحراء عدد كبير من الأطفال بحيث لا يمكن لانبعاثاته إلا أن تقارب انبعاثات طفل ألماني عادي. غير أن هناك أيضاً أثرياء في جنوب الكرة الأرضية. على سبيل المثال أطفال أحد أقطاب صناعة الصلب الهندية، بالتأكيد ستكون انبعاثهم أكثر بكثير من انبعاثات يصدرها طفل ألماني من ذوي الدخل المنخفض” ويتابع باتس “كمية الانبعاثات التي يسببها الفرد تعتمد إلى حد كبير على الظروف المحيطة به”.
المصدر: dw.com