بدأت الفرق الصحية في مركز مانستون المخصص للمهاجرين في بريطانيا بتطعيم نزلاءه، بعد تأكيد العشرات من الحالات المصابة بمرض شديد العدوى، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وكان وزير الهجرة البريطاني، روبرت جينريك، قد اعلن في الأول من نوفمبر عن اكتشاف أربع حالات من مرض المعروف باسم الخُناق (الدفتيريا) في مركز اللجوء الواقع في مدينة كنت، لكنه أشر الى أن المصابين كانوا مرضى بالفعل قبل وصولها إلى مانستون.
كما و أكد الوزير ان هناك مبالغة في أعداد الحالات المصابة بعدوى الخناق و عدوى المكورات العنقودية MRSA والجرب داخل المركز.
و صرحت وكالة الأمن الصحي البريطانية، يوم الجمعة الماضي، انها سجلت 39 حالة خناق بين طالبي اللجوء في البلاد، مشيرة الى ان أماكن الإقامة في المركز أصبحت شديدة الخطورة في نقل الأمراض المعدية.
كما و أكدت الوكالة، ان أكثرية الحالات المرضية أصيبوا بها في خارج بريطانيا و نقلوا معهم العدوى الى داخل البلاد، كما وذكرت انه يتوجب على السلطات المعنية التحرك الفوري لتقليل خطر انتشار العدوى على نطاق واسع.
هذا و صرحت نائبة مدير برامج الصحة العامة في الوكالة، ان هناك تنسيق جارٍ الان بين والوكالة و وزارة الداخلية في مركز استقبال مانستون، والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من حالات الخناق والعدوى الأخرى، حيث يتم توزيع اللقاحات و المضادات الحيوية من أجل تلقيح جميع نزلاء المركز.
وفي إرشادات بشأن الحالات والفيروسات في أماكن إيواء طالبي اللجوء، والتي نُشرت يوم الجمعة، قالت هيئة خدمات الصحة والخدمات الإنسانية (UKHSA) إن فريق إدارة الحوادث التابع لها أوصى بـ “الوقاية الجماعية من المضادات الحيوية والتلقيح الشامل”.
وقالت إن هذا يرجع إلى “الانتشار الكبير” لعدوى الدفتيريا السمية في أماكن الاستقبال ذات الحجم الكبير حيث لا يمكن إدارة الحالات الفردية والاتصال بهم.
تمت التوصية بالعلاج لطالبي اللجوء الذين يصلون إلى مراكز الاستقبال بعد 31 أكتوبر وقبل 12 ديسمبر، مع إعطاء الأولوية لأولئك الذين تم إرسالهم بالفعل إلى الفنادق التي بها أطفال صغار وعائلاتهم.
تم إرسال موجز وطني إلى موظفي NHS “لتسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفوري للحالات المشتبه بها”.
وجاء في التوجيه أنه “في ضوء الزيادة في حالات الخناق وتحديات تتبع المخالطين في أماكن إيواء طالبي اللجوء، من المهم اتخاذ تدابير إضافية لتحديد الحالات المشتبه فيها بسرعة وتقليل مخاطر انتقال العدوى”.
يأتي ذلك في وقت يزداد فيه الجدل حول المعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرين في المملكة المتحدة و الظروف الغير الإنسانية التي يعيشون فيها خلال تواجدهم في مراكز الاحتجاز.
و تعرض مركز مانستون، للاضطراب في الأسابيع الأخيرة، بسبب الادعاءات المتزايدة بشأن الظروف غير الإنسانية، وضمن ذلك الاكتظاظ الشديد، ووجد نفسه في قلب الجدل الساخن حول سياسة الهجرة التي أزعجت حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك الجديدة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية، الجمعة، عندما طلبت منها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ترد على اتهامات بشأن الظروف السيئة والخطيرة التي يعيش فيها طالبي اللجوء، قالت: “لا تزال مانستون تتمتع بالموارد والتجهيزات”.
مع ذلك، كانت وزارة الداخلية قد قالت إنها تتخذ خطوات “لتحسين الوضع على الفور”، مضيفةً أن ألف شخص نُقِلوا من المركز على مدار خمسة أيام. لكن اعتباراً من يوم الخميس، كان مركز مانستون يؤوي ما يقرب من ضعف طاقته.
يذكر ان مركز مانستون في مدينة كنت، تم بناءه ليستوعب 1600 مهاجر، ولكن في الأسابيع الأخيرة، وصل عدد نزلاءه الى أكثر من 4 آلاف شخص.