تفاصيل “عملية Spjut” في ستوكهولم ضد زوجين جاسوسين والتي شاركت فيها طائراتي بلاك هوك

expressen

نفذت فرق تابعة للاستخبارات السويدية (Säpo) و بدعم من القوات المسلحة السويدية و فرق من الشرطة الوطنية المعروفة مختصراً باسم (Noa)، في الساعات الاولى من صباح يوم أمس، عملية خاصة للقبض على زوجين جاسوسين في العاصمة السويدية ستوكهولم.

كانت عملية خاصة و سريعة بهدف القبض على الجاسوسين في أقصر وقت ممكن حتى لا يتمكنا من إتلاف الأدلة و المستلزمات التي كانا يستعملانها، كما يقول المسؤول في الشرطة الوطنية ستيفان هيكتور، لصحيفة أفتونبلاديت.

العملية التي نفذتها الاستخبارات السويدية في الساعة السادسة من صباح يوم أمس الثلاثاء، بدعم من القوات المسلحة السويدية و الشرطة الوطنية، حملت اسم “عملية Spjut”، شاركت فيها طائراتي هليكوبتر من نوع بلاك هوك.

بدءت العملية الخاصة بإنزال جوي فوق الفيلا التي يمتلكها الزوجان الذين يشتبه في قيامهما بعمليات تجسسية لصالح دولة أخرى، حيث تدخلت كل الفرق المشاركة في العملية في وقت واحد و بسرعة كبيرة جواً و براً للقبض على عليهما من دون حدوث أخطاء.

بالرغم من عدم دخوله في تفاصيل العملية الخاصة، إلا انه قال ان العملية سارت بشكل سريع و من غير اية تعقيدات، فقد كان التخطيط جيداً و تم القبض على الزوجان الجاسوسان و الإستيلاء على الأدلة الموجودة بحوزتهما في وقت قياسي. لقد كانت كل الموارد و الإمكانات متاحة خلال تنفيذ العملية، كما يقول ستيفان هيكتور للصحيفة.

لقد تمت العملية خلال دقيقة واحدة ولم يكن أمامهما فعل شيء أو إتلاف اي شيء، كما يقول هيكتور للصحيفة.

يقول احد ساكني المنطقة انه شاهد كيف قام اربعة رجال بالنزول بواسطة الحبال من طائرة الهليكوبتر فوق الفيلا و دخولها عن طريق النافذة.

الزوجين الجاسوسين

expressen

وفقا للمعلومات التي نشرتها صحيفة إكسبريسن، فان الجاسوسان هما رجل و امرأة في الستينيات من العمر وهما من أصول روسية، هاجروا الى السويد معاُ قبل أكثر من 22 عاماً.

و تشير المعلومات ان الزوجين كانا يعيشان حياة منظمة و هادئة تماماً في إحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم، إلا ان شرطة الأمن تشتبه في أنهما بدءوا بالعمل كجواسيس لصالح دولة أجنبية منذ حوالي عشرة سنوات.

وفقا للتصنيف الرسمي للتحقيق، هي ممارسة أنشطة استخباراتية خطيرة ضد المصالح السويدية، كما يشتبه فيما انهما تجسسا ضد مصالح دولة أخرى في نفس الوقت، وذلك وفقاً لوثائق من محمكة المقاطعة.

كان الزوجان يديران شركة في السويد تعمل في مجال الاستيراد و التصدير، منها المكونات الإلكترونية والتكنولوجيا الصناعية، حيث وصل حجم المبيعات الى نحو 30 مليون كرونة في العام الواحد.

وتقول مصادر من الاستخبارات السويدية، ان الزوجان كانا يستخدمان الشركة كقاعدة لممارسة أنشطتهم الغير القانونية.

خلال سنوات حياتهم في السويد، قاما الزوجان بإدارة شركات و امتلكوا فيلا و خرجوا في إجازات عائلية، كما كانوا متواجدين دائما على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا ان كل شيء توقف بعد ان بدأوا بالتجسس.

بحسب ما نشره الاعلام السويدي عن الزوجين، ولد الاثنان في موسكو و تزوجا عام 1994 و لديهما ابن مسجل في نفس العنوان، كما ان هناك أبنة للمرأة من زواج سابق و تعيش ايضا في ستوكهولم.

في ديسمبر من عام 1997، تقدموا بطلب للحصول على تصريح الإقامة في السويد، وفي أغسطس من عام 1999 تم تسجيلهم رسمياً و حصلا على الإقامة الدائمة.

طوال فترة وجودهم في السويد، عاشوا في نفس البلدية في ستوكهولم. في السنوات الأولى كانوا يعيشون في شقة، حتى قام الرجل بشراء عقار جديد عام 2014 ومنذ ذلك الحين اصبحا يمتلكان فيلا بمساحة 120 مترًا مربعًا.

يقول احد الأشخاص الذين تعاملوا معهم خلال فترة طويلة، ان الزوجين كانا ودودين و هادئين كثيراً، لم تكن هناك مشاكل و لا اية إشارات تدل على وجود خطب ما، كان كل شيء طبيعي للغاية.

تقول المصادر، ان الزوجان كان يديران شركة اخرى سابقا، لكنها أفلست قبل عامين. وفي عام 2016، قررت المحكمة الإدارية منح مصلحة الضرائب حق الدخول الى منزلهما بحثاً عن مستندات تخص أعمالهما.

سبب القرار هو وجود عمل متعمد لإفساد و تخريب بعض المعلومات حول شركاتهم. حيث كانت السلطات المختصة تشتبه في تعامل شركات الرجل الجاسوس مع شركات أجنبية بهدف التهرب من دفع الضريبة في السنوات الأخيرة، كان لكل من الرجل و المرأة دخل سنوي متواضع يترواح بين 300 ألف كرونة سويدية و 420 ألف كرونة سويدية.

لقد عاشوا حياة طبيعية جداً من دون إثارة أية شبهات، حتى تم القبض عليهما يوم أمس بتهمة التجسس لصالح دولة أجنبية. و بالرغم من نفيهما للتهمة، كما تقول محامية الدفاع،  إلا ان التحقيقات جارية و سوف تستمر الان.

المزيد من المواضيع