في 7 سبتمبر/أيلول عام 1813، حصلت الولايات المتحدة على لقب “العم سام”، الذي لا يزال يستخدم إلى الآن كرمز للبلاد وحكومتها. فما أصل هذه التسمية؟ وهل العم سام شخصية حقيقية؟ وكيف تطورت الشخصية عبر التاريخ؟
الروايات حول أصل التسمية
هناك روايتان رئيسيتان حول أصل التسمية. الرواية الأكثر شيوعًا تستند إلى شخصية حقيقية، وهي تاجر لحوم أمريكي يدعى صاموئيل ويلسون. خلال حرب عام 1812، كان ويلسون يزود الجيش الأمريكي باللحوم، وكان يطبع حرفين “U.S.” على براميل اللحوم الخاصة به. يعتقد البعض أن الجنود الأمريكيين بدأوا في مناداته بـ “العم سام”.
الرواية الثانية تقول إن الاسم مشتق من اسم صموئيل العجوز، وهو لقب كان يُطلق على ويليام سميسون، وهو رجل أعمال ومستوطن من فيرمونت. كان سميسون يُعرف بشخصيته القوية ووطنيته الشديدة، وكان يُنظر إليه على أنه رمز للولايات المتحدة.
تطور الشخصية
لم يكن العم سام أول شخصية أسطورية ترمز إلى الولايات المتحدة. في عام 1738، أي قبل الاستقلال، ظهرت شخصية سيدة تدعى كولومبيا كانت هي أول تجسيد معروف للولايات المتحدة.
وخلال حرب الاستقلال، ظهرت شخصية “الأخ جوناثان” في الرسوم الكاريكاتورية السياسية والوطنية.
كان الأخ جوناثان يصَور كرجل يرتدي ملابس أمريكية بسيطة، وعادة ما كان يقف في مواجهة شخصية الرجل البدين “جون بُل” (John Bull)، الرمز التقليدي لبريطانيا.
الرسم الشهير للعم سام
كانت هناك رسوم كاريكاتورية للعم سام خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ولكن الرسم الشائع حتى وقتنا هذا – ذاك الرجل المسن، النحيف، طويل القامة ذو اللحية البيضاء، الذي يرتدي سروالا مخططا ومعطفا ذا ذيل وقبعة عالية – كان من إبداع رسام الكاريكاتور الشهير توماس ناست خلال سبعينيات القرن ذاته.
ثم حول رسام الكاريكاتور جيمس مونتغومري فلاغ صورة ناست إلى الأيقونة المألوفة لدى الأمريكيين إلى يومنا هذا، عندما صمم الملصق الإعلاني لحملة التجنيد الذي يحمل صورة العم سام، وقد كتب بأسفلها عبارة “أريدك لجيش الولايات المتحدة” لتشجيع الشباب على التطوع أثناء الحرب العالمية الأولى.
العم سام في الثقافة الأمريكية
صار العام سام معروفا في شتى أنحاء العالم بوصفه رمزا للولايات المتحدة منذ بدايات القرن العشرين. وقد استخدم في العديد من السياقات، بما في ذلك الإعلانات والمواد الترويجية والرسوم الكاريكاتورية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
غالبًا ما يُستخدم العم سام كرمز للوطنية والروح الأمريكية. كما يُستخدم أحيانًا بشكل هزلي أو ساخر.