في أمستردام، عاصمة هولندا، تنتشر المتاجر التي تبيع الملابس، ولكن هناك متجر يختلف عن غيره. فهذا المتجر لا يبيع الملابس، بل يمنحها للزبائن مقابل أجر يومي.
يُعرف هذا المتجر باسم «مكتبة الملابس»، وهو يهدف إلى الحد من التأثير البيئي لصناعة الملابس.
تضم مكتبة الملابس مجموعة متنوعة من الملابس النسائية، بما في ذلك الفساتين والسراويل والسترات والقمصان. وتتراوح أسعار الإيجار اليومي للقطعة الواحدة بين 50 سنتاً وبضعة يورو.
تقول إكرام شاكر، وهي زبونة دائمة لمكتبة الملابس، إنها تحرص على زيارة المتجر كل 3 أسابيع تقريباً. وترى أن مكتبة الملابس هي «طريقة لطيفة جداً للتمكن من ارتداء ملابس جديدة من دون استنزاف الكوكب».
وتشرح إليزا يانسن، التي أسست مكتبة الملابس مع شقيقتيها وصديقة، أن «قطاع الأزياء هو من أكثر الصناعات تلويثاً في العالم».
وتشير إلى أن صناعة الملابس مسؤولة عن 8 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنها تستهلك كميات كبيرة من الماء والموارد الطبيعية.
وتأمل يانسن أن تلهم مكتبة الملابس الماركات العالمية لتوفير خيارات استئجار الملابس للزبائن. وتقول: «أعتقد بصدق أن هذا هو المستقبل».
الفوائد البيئية والاجتماعية لمكتبة الملابس
تعود مكتبة الملابس بالفوائد البيئية والاجتماعية على حد سواء.
من الناحية البيئية، تساعد مكتبة الملابس على الحد من إنتاج النفايات، حيث إنها تسمح للزبائن بارتداء الملابس دون الحاجة إلى شرائها.
كما أن مكتبة الملابس تساعد على تقليل استهلاك المياه والموارد الطبيعية، حيث إنها تستخدم الملابس بشكل أكثر فعالية من الصناعات التقليدية.
من الناحية الاجتماعية، تساعد مكتبة الملابس على جعل الموضة أكثر استدامة. فهي تمنح الزبائن خيارات أكثر مسؤولية، كما أنها تساعد على الحد من التفاوت الاجتماعي.
المستقبل
تأمل إليزا يانسن أن تنتشر فكرة مكتبة الملابس في جميع أنحاء العالم. وتقول: «أعتقد أن هذا هو الاتجاه المستقبلي».
وهناك بالفعل مبادرات مماثلة في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولكن مكتبة الملابس في أمستردام هي واحدة من أوائل المكتبات التي بدأت العمل في هذا المجال. وقد نجحت في جذب عدد كبير من الزبائن، مما يشير إلى أن هناك طلبًا متزايدًا على خيارات مستدامة في مجال الموضة.
المصدر: الشرق الأوسط