تكشف ملامح الوجه عن الكثير عن الشخص، بما في ذلك شخصيته وتأثيرات ثقافته وتجارب حياته. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن ملامح الوجه قد تكشف أيضًا عن وضع الشخص الاقتصادي، حيث تشكل ملامح الوجه لوحة معقدة من الخطوط والأشكال التي تعكس شخصية الفرد وتجاربه. لكن هل يمكن أن تكشف ملامح الوجه أيضًا عن وضع الفرد الاقتصادي؟
في تقرير نشر حديثا في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، سلط الباحثون الضوء على إمكانية معرفة الوضع الاقتصادي للأفراد من خلال التنبوء بمظهرهم الخارجي كعلامة على معرفة هل هم أغنياء أم فقراء، حيث يتناول الموضوع العلاقة بين مفهوم الرفاهية والطبقة الاجتماعية.
و قد أجرى الباحثون في جامعة تورونتو دراسة أظهرت أن المشاركين يمكنهم تخمين الحالة الاقتصادية للأفراد بناءً على صورهم بنسبة دقة تصل إلى 68%.
قام الباحثون بعرض صور لطلاب جامعيين من مختلف الأعراق، حيث تم تصنيف الأفراد إما كأفراد من الطبقة العليا أو الطبقة العاملة بناءً على دخلهم السنوي. عندما طُلب من المشاركين تخمين فئة الأفراد في الصور، تمكنوا من القيام بذلك بدقة أكبر من الصدفة.
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، ر. ثورا بيورنسدوتير، إنه مندهش من قوة التأثير، خاصةً بالنظر إلى تفاوت الفروق الدقيقة في ملامح الوجوه.
ويعتقد الباحثون أن هذا التأثير قد يكون ناتجاً عن تراكم المشاعر على مر الوقت. حيث أن الانكماش المزمن لبعض العضلات يمكن أن يؤدي إلى تغييرات تظهر على الوجه.
وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن العيون والفم تلعبان دورًا مميزًا في هذا التأثير. حيث أن الأشخاص من الطبقة العليا كانوا أكثر عرضة لامتلاك عيون أكبر وأكثر استرخاءً، وفمًا أكثر تعبيرًا.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج قد يكون لها آثار مهمة في العالم الحقيقي. حيث يمكن أن تؤدي إلى التمييز ضد الأشخاص من الطبقة العاملة في مجالات مثل التوظيف والحصول على الخدمات.