على وقع هجمات “حزب العمال الكردستاني” المتكررة ضد المواقع العسكرية والأمنية التركية، تشهد خطوط أنقرة – بغداد – أربيل حراكًا دبلوماسيًا وأمنيًا مكثفًا، يهدف إلى قطع الدعم عن الحزب والقضاء على نشاطه.
في إطار هذا الحراك، زار وزير الدفاع التركي يشار غولر، رفقة رئيس أركان الجيش متين جوراك، بغداد وأربيل يومي الثلاثاء والأربعاء.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط، فقد كان لوزير الدفاع التركي، عرض مؤلف من ثلاثة مطالب محددة قدمها للقادة العراقيين:
٠ فرض الحكومة المركزية سيطرتها على كامل أراضيها، خاصة على الحدود مع تركيا وسوريا.
٠ اتخاذ خطوات ملموسة لوقف نشاط عناصر “العمال الكردستاني” ومنع دعمهم من قبل أي جهة، خاصة حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” برئاسة بافل طالباني.
٠ التعاون الكامل في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات وتنسيق الجهود الأمنية.
تأتي هذه المطالب في ظلّ تصاعد التوتر بين أنقرة والسليمانية، التي تعتبرها أنقرة “بؤرة توتر” بسبب دعم حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” لـ”حزب العمال الكردستاني”.
ولم تكتفِ أنقرة بالمطالبات، بل هددت باتخاذ المزيد من الإجراءات ضدّ السليمانية، بعد وقف رحلات الخطوط التركية منها وإليها، إذا لم يتمّ اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة “العمال الكردستاني”.
وتُعدّ هذه الزيارة حلقة في سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية والأمنية بين تركيا والعراق، بدأت باجتماع وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في البلدين في أنقرة في 19 ديسمبر الماضي.
وتُعرب أنقرة عن ارتياحها للتعاون مع بغداد وأربيل، وتفهمهما لحقيقة أن “العمال الكردستاني” يشكل تهديدًا للعراق أيضًا.
لكنّ هجوم “العمال الكردستاني” على القوات التركية المشاركة في عملية “المخلب – القفل” في شمال العراق بعد اجتماع أنقرة بـ4 أيام فقط، ما أدى إلى مقتل 9 جنود، ثم الهجوم الثاني في 23 يناير الذي قتل فيه 12 جندياً تركياً، دفع أنقرة إلى تصعيد لهجتها.
وتُحذر أنقرة من أنّ “العمال الكردستاني” يواصل الاستفادة من الفجوة المستمرة في السلطة السياسية والعسكرية والانقسام السياسي في العراق وسوريا.
وتُشير إلى أنّ النفوذ المتزايد لـ”العمال الكردستاني” في المناطق الجبلية في العراق، مثل “قنديل” و”متينا”، وكذلك في “سنجار” و”مخمور” و”السليمانية” و”كركوك”، من بين التطورات التي تشعر أنقرة بالقلق.
وتُؤكّد أنقرة على أنّ بغداد ترى مشكلة المياه الناشئة من نهري دجلة والفرات بوصفها أولوية في العلاقات مع تركيا، وهو عامل آخر يحول دون اتخاذ خطوات بشأن التعاون في مكافحة “العمال الكردستاني”.
في المقابل، تُؤكّد بغداد على وجود “إرادة حقيقية” لإنهاء ملف “العمال الكردستاني” من خلال التعاون الأمني.
وتُشير إلى أنّ احتمالات أن تكون هناك عملية مشتركة بين تركيا والعراق ضد “العمال الكردستاني” تبقى قائمة.
وفي السياق ذاته، قتلت المخابرات التركية، الخميس، القيادي في “العمال الكردستاني” يونس دمير، الذي كان يحمل الاسم الحركي “شيفان غور”.
وتُؤكّد هذه التطورات على أنّ خط أنقرة – بغداد – أربيل سيشهد المزيد من الحراك في الفترة المقبلة، في إطارّ الجهود المبذولة للقضاء على “العمال الكردستاني” وقطع الدعم عنه.