في خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن بدء عملية احتجاز طالبي اللجوء في جميع أنحاء البلاد، استعدادًا لترحيلهم إلى رواندا خلال الأسبوعين المقبلين، بحسب ما جاء في صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتأتي هذه العملية، التي ستشمل احتجاز طالبي اللجوء الذين يحضرون اجتماعات روتينية في مكاتب خدمات الهجرة، قبل أيام قليلة من انتخابات المجالس المحلية في إنجلترا، مما يعزز موقف رئيس الوزراء ريشي سوناك المتشدد بشأن الهجرة غير الشرعية.
لماذا رواندا؟
تعتقد الحكومة البريطانية أن خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ستعمل كرادع قوي ضد الهجرة غير الشرعية.
يُفترض أن يُسافر طالبي اللجوء جويًا إلى رواندا، حيث سيتم إيوائهم في مراكز مخصصة وتوفير فرص عمل لهم.
وتأمل الحكومة البريطانية أن يؤدي ذلك إلى ثني المهاجرين عن المخاطرة بعبور القنال الإنجليزي على متن قوارب صغيرة، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر أسفرت عن غرق العديد من الأشخاص.
و تلقى قرار ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا انتقادات شديدة من قبل المنظمات الحقوقية والعديد من السياسيين، الذين يرون أن الخطة قاسية وغير إنسانية.
فقد أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها البالغ بشأن سلامة طالبي اللجوء في رواندا، مشيرة إلى أن البلد شهد انتهاكات لحقوق الإنسان في الماضي. كما انتقدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الخطة، قائلة إنها “لا تتوافق مع التزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي”.
موقف أيرلندا:
أثارت خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا قلقًا كبيرًا في أيرلندا، حيث شهدت البلاد تدفقًا متزايدًا لطالبي اللجوء الذين يعبرون الحدود من أيرلندا الشمالية.
تعتزم أيرلندا تعديل قوانينها لإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة، معتبرة أن خطة رواندا غير فعالة وتُشكل عبئًا على الدول المجاورة.
الجدل الدائر:
تثير خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا جدلًا واسعًا حول أخلاقياتها وفعاليتها، حيث يُجادل مؤيدو الخطة بأنها ضرورية لوقف الهجرة غير الشرعية وضمان سيطرة الحكومة على حدودها. في المقابل، يرى معارضو الخطة أنها قاسية وغير إنسانية، وأنها ستؤدي إلى تفاقم معاناة طالبي اللجوء.
و يبقى من غير الواضح ما إذا كانت خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ستنجح في تحقيق أهدافها، حيث تواجه الحكومة البريطانية تحديات قانونية ولوجستية كبيرة في تنفيذ الخطة، كما أنها ستواجه مقاومة قوية من قبل المنظمات الحقوقية وطالبي اللجوء أنفسهم.