في تحول دراماتيكي في السياسة الفرنسية، فاز ائتلاف اليسار الممثل بـ”الجبهة الشعبية الجديدة” بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الانتخابات التشريعية المبكرة، وفقًا للتقديرات الأولية. النتائج التي أُعلنت السبت تُشير إلى أن الجبهة الشعبية الجديدة، التي تشكلت بشكل غير متوقع قبل الانتخابات، تفوقت على تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي واليمين المتطرف.
نتائج الانتخابات: الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يساري عريض، من المتوقع أن تحصد بين 172 و215 مقعدًا في الجمعية الوطنية. في المقابل، حصل تحالف ماكرون على 150 إلى 180 مقعدًا، بينما حصل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على ما بين 115 و155 مقعدًا، حسبما أظهرت النتائج الأولية.
ما هي الجبهة الشعبية الجديدة؟ تم إطلاق هذا التحالف الانتخابي اليساري، الذي يضم أحزابًا مثل “فرنسا الأبية”، والحزب الاشتراكي، وحركة “الخضر”، والحزب الشيوعي الفرنسي، وغيرها، في 10 يونيو استجابة لدعوة ماكرون لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. ورغم عدم وجود زعيم رسمي للجبهة، إلا أن جان لوك ميلنشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”، يُعتبر قائدها الفعلي.
صدمة في المشهد السياسي: أكد محلل سكاي نيوز، آدم بارسونز، أن النتائج صادمة، وأضاف: “كانت المفاجأة كبيرة – بعد التوقعات بفوز التجمع الوطني اليميني، تُشير التقديرات الآن إلى تراجعه إلى المرتبة الثالثة.” وأوضح بارسونز أن تحالف اليسار والوسط، الذي سحب مرشحيه لإحباط مارين لوبان، قلب التوقعات رأساً على عقب.
تأثير النتائج على السياسة الفرنسية:
- اضطرابات سياسية واقتصادية: عدم حصول أي تحالف على أغلبية واضحة قد يؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي في فرنسا.
- خسارة ماكرون للسيطرة: النتائج تعني أن الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تراجع تحالفه إلى المرتبة الثانية، قد يضطر للعمل مع رئيس وزراء يساري، مما يُعقد تنفيذ أجندته السياسية.
- خيبة أمل لليمين المتطرف: خسر حزب التجمع الوطني، الذي كان يتوقع الحصول على أغلبية مطلقة، واستقر في المرتبة الثالثة.
ردود الأفعال: قال جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني: “لقد قُذفنا إلى أحضان اليسار المتطرف وجان لوك ميلنشون.” وأشار إلى أن التحالفات التي تشكلت ردًا على نجاح حزبهم “شلّت” النظام السياسي الفرنسي. وألقى باللوم على ماكرون في دفع البلاد نحو عدم اليقين.
التوترات والمخاطر:
- تزايد العنف السياسي: أفاد أكثر من 50 مرشحًا بتعرضهم لاعتداءات جسدية خلال الحملة الانتخابية.
- إجراءات أمنية مشددة: نشرت الحكومة 30 ألف شرطي لضمان الأمن يوم التصويت.
- صيف حافل: تتزامن التوترات السياسية مع استعدادات فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية وطواف فرنسا للدراجات.
بحلول الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، بلغت نسبة المشاركة 59.7%، وهي أعلى نسبة في هذا التوقيت منذ عام 1981. المشاركة الكبيرة تعكس اهتمامًا متزايدًا بين الناخبين، مما قد يُشكل نقطة تحول في السياسة الفرنسية.
تُشير هذه النتائج إلى تحول كبير في المشهد السياسي الفرنسي، مما قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من التعايش السياسي المعقد بين الرئيس والبرلمان. ومن المتوقع أن تُحدد الأيام المقبلة شكل الحكومة الجديدة وأولوياتها في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.