اغتيال إسماعيل هنية في طهران بواسطة “شيء طائر في الهواء”: كيف سترد إيران على هذا الهجوم؟

Arash Khamooshi for The New York Times
Arash Khamooshi for The New York Times

في وسط تكتم إيراني رسمي على تفاصيل اغتيال رئيس حركة “حماس”، إسماعيل هنية، في العاصمة طهران، تضاربت الأنباء حول موقع الهجوم، بينما توعدت السلطات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل.

سافر هنية إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وسط إجراءات أمنية مشددة، مع توافد مسؤولين من نحو 80 دولة إلى العاصمة الإيرانية.

ذكرت مواقع إيرانية أن المصادر غير الرسمية تشير إلى أن هنية قُتل بالقرب من قصر سعد آباد في غارة شنتها طائرة مسيرة إسرائيلية، بينما أفادت مصادر أخرى أن الحادث وقع في منطقة غرب طهران. وأفادت تقارير أن شدة صوت الانفجار كانت كبيرة لدرجة أن أجهزة إنذار السيارات انطلقت وسُمع الصوت في جميع أنحاء شمال طهران، مما تسبب في تغطية المنطقة بالدخان والغبار الناتجين عن الانفجار.

أذاعت قناة “صابرين نيوز” التابعة لـ”فيلق القدس” خبر اغتيال هنية في الساعة 1:45 من منتصف الليل، وأفادت حسابات إيرانية على منصة “إكس” بسماع دوي انفجار كبير في غرب طهران. وقالت المصادر إن المنطقة التي وقع فيها الانفجار تكثر فيها مواقع سكنية خاضعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني ويقيم فيها عدد من قيادات وعناصر جماعات مسلحة مرتبطة بطهران.

أكد “الحرس الثوري” الإيراني في بيان أن هنية وأحد حراسه قُتلا إثر استهداف مقر إقامتهما في طهران، دون تقديم تفاصيل إضافية. وأفادت وكالتا “تسنيم” و”فارس” التابعتان لـ”الحرس الثوري” بأن هنية قُتل في الساعة الثانية بعد منتصف الليل إثر إصابته بقذيفة من الجو، وكان مقيماً في أحد الأماكن المخصصة للمحاربين القدامى في شمال طهران.

كشفت وكالة الأنباء الإيرانية بعض تفاصيل اغتيال هنية، مشيرة إلى أن الاغتيال وقع حوالي الثانية فجراً، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بطهران، وأوضحت أنه أصيب “بشيء طائر في الهواء”. وأشارت الوكالة إلى أن هنية والوفد المرافق له كانوا يقيمون في مضافة للحرس الثوري الإيراني شمالي العاصمة طهران، بينما كان الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة والوفد المرافق له يقيمون في طابق آخر بالمبنى المستهدف.

صرح ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن الجهات المختصة تجري تحقيقاً في أبعاد وتفاصيل الحادث. وأضاف أن مقتل هنية في العاصمة الإيرانية سيعزز الروابط العميقة والمتينة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفلسطين العزيزة والمقاومة.

توعد “الحرس الثوري” الإيراني في بيان الأربعاء برد قاس وموجع، مؤكداً أن “إيران ومحور المقاومة سيردان على هذه الجريمة”، في إشارة إلى الحركات المسلحة المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية في أنحاء الشرق الأوسط.

أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن الانتقام من اغتيال هنية واجب على طهران لأنه وقع على الأراضي الإيرانية، وأضاف أن “الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه بهذا العمل الأرضية لعقاب قاس”.

اتهم الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال هنية في طهران، متوعّداً بجعلها تندم على ذلك. وقال في منشور على منصة “إكس” إن الجمهورية الإسلامية في إيران ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على فعلهم الجبان.

ترأس محمد عارف، نائب الرئيس الإيراني، اجتماعاً طارئاً للحكومة المؤقتة، وتم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران بحضور كبار قادة “الحرس الثوري” لمناقشة اغتيال هنية. وأفادت مواقع إيرانية بأن لجنة الأمن القومي في البرلمان عقدت اجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات الاغتيال.

قال رئيس الأركان السابق في “الحرس الثوري” الجنرال حسين علايي إن أميركا تعاونت بشكل وثيق مع إسرائيل في تنفيذ عملية اغتيال هنية، بهدف إظهار أن لا مكان آمناً للجماعات الفلسطينية في أي مكان من العالم.

وجه مكتب المدعي العام الإيراني تعليمات إلى الجهات المعنية بمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، محذراً الصحافيين والناشطين الإعلاميين من نشر محتويات غير واقعية قد تخل بالأمن النفسي للمجتمع بعد الهجوم “الإرهابي”.

المزيد من المواضيع