زيادة مخيفة في مكالمات الأطفال إلى “بريس” بسبب العصابات الإجرامية: “لا نجرؤ على الخروج”
شهدت مكالمات الأطفال إلى منظمة “بريس” بشأن الجريمة المنظمة والجماعات الإجرامية تضاعفًا مقارنة بالصيف الماضي. أفاد الأطفال الذين تواصلوا مع المنظمة بأنهم يشعرون بالخوف من الخروج إلى الشوارع بسبب تواجد العصابات، وفقاً لما أكده المدير العام للمنظمة، ماغنوس ياغرسكوغ.
يقول ياغرسكوغ انهم يشهدون خوفاً كبيراً بين الشباب الذين يخشون الانجرار إلى عالم الجريمة المنظمة. لكن هناك أيضاً شعور بالذعر لدى الشباب الذين وقعوا بالفعل في شباك العصابات.
رغم أن المكالمات المتعلقة بالجريمة تشكل نسبة صغيرة من إجمالي الاتصالات الواردة إلى منظمة “بريس”، فإن الزيادة كانت ملحوظة هذا الصيف. حيث تلقت المنظمة 127 مكالمة من أطفال تتعلق بالجريمة، مقارنة بـ67 مكالمة في نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضح ياغرسكوغ أن هذه الظاهرة بدأت في الظهور خلال إجازة الصيف العام الماضي، حيث لاحظت المنظمة أن المزيد من الشباب المتورطين في الجريمة أو الذين يعيشون في مناطق تعاني من نشاطات إجرامية أصبحوا يلجأون إليها لطلب المساعدة.
وأضاف: “غالبية هؤلاء الشباب في بداية سن المراهقة، وتتراوح أعمارهم بين 10 إلى 11 عامًا، حيث يبدأ الانجراف نحو الجريمة في هذه المرحلة ويستمر لعدة سنوات. هؤلاء الشباب قد يتم استدراجهم إلى الشبكات الإجرامية ويصبحون مهددين بأنفسهم، ما يدفعهم للشعور بالضيق والرغبة في الخروج من هذا العالم.”
الخوف من الانجرار إلى العصابات
بعض الأطفال الآخرين يتصلون لأنهم يخشون الانجراف في الجريمة. وأفاد ياغرسكوغ: “يصف بعض الشباب أنهم يخافون من الذهاب إلى الفناء الخلفي لمنزلهم خوفاً من أن يتم تجنيدهم من قبل العصابات الأكبر سناً التي تبحث عن فريسة.”
وأشار إلى أن هذه المكالمات الجديدة المتعلقة بالجريمة تفرض تحديات إضافية على الأساليب التي تستخدمها “بريس” في تقديم الدعم والمساعدة. وأكد أن الاستماع الهادئ والتريث قبل تقديم الحلول الفورية يمكن أن يكون مفتاحًا للتعامل مع هذه الحالات.
كما أشار إلى أهمية السرية التامة التي تمنحها “بريس” للأطفال الذين يتصلون بهم. وقال: “الأطفال الذين يتصلون بنا يظلون مجهولين، وهو ما يجعلهم يجرؤون على مشاركة قصصهم ومخاوفهم. لكن في بعض الحالات، يختار الأطفال كسر هذه السرية في مواقف خطيرة، ونشجعهم على ذلك.”
زيادة ملحوظة في الاتصالات
خلال هذا الصيف، وصل عدد المكالمات التي تلقتها “بريس” إلى 10,330 مكالمة، بزيادة قدرها 28% عن العام السابق، وهو أعلى معدل اتصالات في تاريخ المنظمة. ترجع المنظمة هذه الزيادة إلى توفير المزيد من المستشارين وإمكانية طلب المساعدة عبر الرسائل النصية المجهولة.
وعلى الرغم من أن البعض قد يعتبر ارتفاع عدد المكالمات أمراً مقلقاً، إلا أن ياغرسكوغ يرى في ذلك علامة إيجابية، حيث قال: “نحن ننظر إلى هذا الأمر على أنه دليل على أن المزيد من الأطفال يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه.”
المصدر: SVT