التكنولوجيا في خدمة الأمان أم المراقبة؟ جدل حول كاميرات السيارات الحديثة في السويد

تزايدت المخاوف بشأن انتهاك الخصوصية في السويد مع انتشار الكاميرات الذكية المثبتة في السيارات، والتي يُقدَّر عددها بنحو مئة ألف سيارة. هذه الكاميرات، التي أصبحت شائعة في موديلات مثل تسلا، بولستار، مارسيدس، ولكزس، تهدف إلى حماية السيارات من السرقة والتخريب، ولكنها تفتح الباب أمام مراقبة غير قانونية للأشخاص دون علمهم.

تعمل الكاميرات على تسجيل محيط السيارة تلقائيًا عند اقتراب شخص منها، مما يجعل أصحاب السيارات متورطين في جرائم مراقبة غير قانونية حسب ما أشارت إليه هيئة حماية الخصوصية في السويد (IMY). تؤكد سارة بودلاندر، المتحدثة باسم الهيئة، أن هذه الكاميرات تُعتبر شكلًا من أشكال المراقبة وتجميع البيانات الشخصية الحساسة دون موافقة الأشخاص المعنيين، وهو ما يشكل انتهاكًا للقوانين الأوروبية لحماية البيانات (GDPR).

على الرغم من أن هذه التقنية تهدف إلى تعزيز الأمان، إلا أنها تثير جدلًا واسعًا بشأن التوازن بين الفوائد الأمنية وحماية حقوق الأفراد. وبعد تلقي شكاوى متعددة، أجبرت IMY شركة تسلا على تقييد استخدام هذه الكاميرات، حيث تبدأ تسجيل الفيديو فقط عند اقتراب شخص من السيارة وتُضيء الأنوار للإشارة إلى أن التسجيل جارٍ، إضافة إلى عرض رسالة تنبيه على شاشة السيارة. ورغم هذه الإجراءات، لا تزال IMY ترى أن هذه التحسينات غير كافية.

تأتي هذه التحذيرات في وقت أصبحت فيه تسجيلات الكاميرات أكثر طلبًا من قبل الشرطة في تحقيقات الجرائم، كما باتت تُستخدم بشكل متزايد في قضايا التأمين. ويشير ماتياس بيرغمان، رئيس جمعية “Mobility Sweden”، إلى أن هذه الوظيفة الأمنية أصبحت أكثر شيوعًا في السيارات الفاخرة، مما يعكس تزايد الاعتماد على التكنولوجيا لمكافحة الجريمة، لكنه في الوقت نفسه يعكس تحديات جديدة فيما يتعلق بحماية الخصوصية.

تداعيات مستقبلية

مع استمرار تطور التكنولوجيا وزيادة استخدام الكاميرات في السيارات، يتوقع خبراء أن تصبح هذه الظاهرة أكثر انتشارًا في المستقبل القريب. ولكن مع هذه الانتشار، تزداد الدعوات لوضع قوانين وتشريعات جديدة تُنظم استخدام الكاميرات في الأماكن العامة وتضمن حماية خصوصية الأفراد.

وفي ظل تزايد الاهتمام بهذه القضية، قد تضطر الشركات المصنعة للسيارات إلى اعتماد تقنيات أكثر شفافية واحترامًا للخصوصية، بما يتيح للمستخدمين التحكم الكامل في كيفية استخدام بياناتهم ومتى يتم تسجيلها. يبقى السؤال الأهم هو: كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الأمان واحترام الخصوصية في عصر يشهد ثورة تقنية متسارعة؟

المصدر: svt.se

المزيد من المواضيع