بعد 43 عامًا من العمل الشاق… ماركو يواجه رفض التأمينات الاجتماعية ويُجبر على التقاعد المبكر وسط آلامه

Markku Laaksonen. Foto: David Lundmark.
Markku Laaksonen. Foto: David Lundmark.

في قصة تعكس التحديات التي يواجهها العمال في السويد بعد سنوات طويلة من الكد والتعب، يجد ماركو لاكسونين، البالغ من العمر 63 عامًا، نفسه مضطرًا للتقاعد المبكر بعد أن رفضت مؤسسة التأمينات الاجتماعية طلبه للحصول على تعويض عن إصابات وأمراض تسببت بها سنواته الطويلة في العمل.

ماركو، الذي قضى 43 عامًا يعمل في مجالات الغابات والصناعة، أصبح يعاني من قائمة طويلة من المشاكل الصحية التي تزداد سوءًا مع مرور الوقت. إصاباته تتضمن انزلاقًا غضروفيًا وآلامًا مزمنة في الرقبة والكتفين، بالإضافة إلى تلف في العضلات. كما أنه يعاني من متلازمة النفق الرسغي، حيث خضع لعملية جراحية لتثبيت معصمه المتضرر، بالإضافة إلى معاناته من طنين دائم في الأذنين وآلام مستمرة.

رغم حالته الصحية الحرجة، رفضت مؤسسة التأمينات الاجتماعية السويدية طلب ماركو للحصول على تعويض عن السنوات المتبقية له قبل بلوغه سن التقاعد الرسمي. وبررت المؤسسة قرارها بالقول إن ماركو كان يجب أن يبذل مزيدًا من الجهد في إعادة التأهيل، وأنه قد يكون قادرًا على العمل في وظيفة أخف.

هذا الرفض المتكرر، الذي تعرض له ماركو مرتين حتى الآن، دفع نقابته العمالية، “جي إس”، إلى التدخل لدعمه في متابعة قضيته أمام القضاء، آملين أن يحصل على حقه في التعويض عن سنوات العمل التي أثرت بشكل كبير على صحته.

تعد حالة ماركو جزءًا من مشكلة أعمق تتعلق بنظام التأمين الاجتماعي في السويد، حيث يعاني العديد من العمال من رفض طلبات التعويض حتى بعد تعرضهم لإصابات وأمراض خطيرة بسبب عملهم. فرغم التعديلات التي أجرتها الحكومة السابقة في عام 2022 على نظام التعويضات، والتي كانت تهدف إلى تحسين الأوضاع، إلا أن هذه التعديلات لم تكن كافية لحماية حقوق العمال.

مع عدم وجود أي مصدر دخل آخر، اضطر ماركو إلى سحب معاشه التقاعدي مبكرًا لضمان وجود دخل يؤمن احتياجاته الأساسية، لكنه لا يزال يشعر بالظلم الشديد بسبب عدم اعتراف النظام بحقه في التعويض عن الأضرار التي لحقت به.

ماركو الآن ينتظر قرار المحكمة الإدارية، على أمل أن ينصفه القضاء ويعيد له حقوقه التي يعتقد أنها سلبت منه. وفي الوقت نفسه، يظل السؤال معلقًا حول ما إذا كان هذا هو الوضع الذي يستحقه العاملون في السويد بعد سنوات من الخدمة، وهل يستحقون معاملة كهذه من قبل نظام التأمينات الاجتماعية والسياسيين الذين يتحدثون عن زيادة سن التقاعد دون النظر إلى واقع العمال الذين يكافحون من أجل حقوقهم في ظل ظروف قاسية.

المصدر: aftonbladet.se

المزيد من المواضيع