كيف تتعامل البلديات السويدية مع سكن الوافدين الجدد؟ تجربة عائلة رحماني تثير التساؤلات
يشهد النظام السكني للوافدين الجدد في السويد تبايناً كبيراً بين البلديات، مما يتسبب في معاناة العديد من العائلات. من بين هذه العائلات، عائلة نجيب الله رحماني التي تواجه حالة من عدم اليقين بشأن مستقبلها السكني.
وفقاً للتقارير، يحصل البعض على سكن دائم بينما يضطر آخرون للانتقال بعد فترة قصيرة، تصل في بعض البلديات إلى عامين فقط. هذا الوضع أثر بشكل خاص على عائلة رحماني التي لا تعرف أين ستعيش بعد انتهاء فترة استقرارها يوم الاثنين المقبل.
معاناة العائلة
نجيب الله رحماني، الذي عمل كمترجم للقوات المسلحة السويدية في أفغانستان، اضطر للفرار إلى السويد مع عائلته بعد استيلاء طالبان على السلطة في عام 2021. بعد عامين من الإقامة في ليدينغو، يواجهون الآن ضرورة مغادرة الشقة التي تم تخصيصها لهم وفقاً لسياسات البلدية.
يقول نجيب الله: “كل صباح يسألني أطفالي: أبي، أين سنذهب؟ ولكن ليس لدي إجابة”. ويشعر بالإحباط من التباين في سياسات السكن بين البلديات، قائلاً: “إذا كانت المدة عامين بالنسبة لي، فيجب أن تكون عامين للجميع. وإذا كانت ثلاث أو أربع سنوات للآخرين، فيجب أن تكون نفس الشيء بالنسبة لي”.
التباين في السياسات
وفقاً لقانون الاستيطان الصادر في عام 2016، يتعين على البلديات استقبال الوافدين الجدد وتوفير سكن لهم، ولكن القانون لا يحدد نوع السكن أو مدته، مما يؤدي إلى تفاوت كبير بين البلديات. في بعض الأماكن مثل لينشوبينغ، يمكن الحصول على سكن دائم بعد فترة زمنية، بينما في بلديات أخرى مثل مالمو، يحصل الفرد على عقد سكن لمدة أربع سنوات. في ليدينغو، حيث تقيم عائلة رحماني، يُطلب من الوافدين الجدد الانتقال بعد انتهاء فترة الاستقرار، التي تمتد لعامين.
تعليق المسؤولين
دانيال كالن فورس، رئيس مجلس بلدية ليدينغو، قال: “بعد هذه الفترة، يجب على الشخص أن يتحمل مسؤولية توفير سكنه ومعيشته بنفسه. يُعامل السكان بعد ذلك مثل أي شخص آخر في ليدينغو. من الخطأ إعطاء الأولوية للأشخاص بناءً على خلفيتهم”.
من جانبه، صرح وزير الاندماج، يوهان بيرشون، في تعليق مكتوب إلى قناة TV4، بأن الحكومة تعمل على دراسة نموذج جديد للإقامة الاستيطانية الذي سيكون بحد أقصى ثلاث سنوات، ويشترط للمشاركة في برامج التوظيف مثل برنامج التأسيس في مكتب العمل. وأضاف بيرشون: “نأمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة التساوي بين البلديات ويساعد على توظيف المزيد من الناس”.
أمل العائلة
في خضم هذا الوضع، تأمل طبسم رحماني، الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات، في أن تتمكن عائلتها من البقاء في ليدينغو. تقول: “أحلم أنني لن أغير مدرستي. أصدقائي قالوا إنهم يمكن أن يساعدونا”.
مع اقتراب موعد انتهاء فترة الاستقرار، تظل عائلة رحماني في حالة من القلق والأمل في أن تجد حلاً لمشكلتها السكنية.
المصدر: tv4