نجح باحثون سويديون في تحقيق تقدم علمي كبير يكشف الأسباب الكامنة وراء الفروق في استجابة جهاز المناعة بين الرجال والنساء، وذلك من خلال دراسة تأثيرات علاج الهرمونات على الأشخاص المتحولين جنسياً.
وقد أشار البروفيسور بيتير برودين، أستاذ علم المناعة، إلى أن هذا الاكتشاف يشكل “اختراقاً كبيراً في فهمنا لجهاز المناعة البشري”. وقد أظهرت الدراسة، التي نُشرت اليوم في مجلة Nature، أن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً حاسماً في تحديد كيفية استجابة جهاز المناعة للعدوى والأمراض المناعية.
الاختلافات في استجابة جهاز المناعة
خلال جائحة كورونا، لوحظ أن الرجال كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالنساء. في المقابل، تعاني النساء من أعراض ما بعد كوفيد بشكل أكثر شيوعاً، ولديهن أيضاً خطر أكبر بكثير للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوجرن.
قبل هذا البحث، كانت أسباب هذه الفروق الجنسية في جهاز المناعة غير واضحة، ولكن الآن استطاع فريق بحثي سويدي توضيح تأثير التستوستيرون على جهاز المناعة.
تأثير التستوستيرون على جهاز المناعة
في الدراسة، التي شملت 23 شخصاً ولدوا كنساء وتلقوا هرمون التستوستيرون لأغراض تأكيد الجنس، قام الباحثون بمراقبة هؤلاء الأفراد قبل وأثناء العلاج الهرموني. وجد الباحثون أن التستوستيرون يثبط جزءاً من جهاز المناعة المتعلق بحماية الفيروسات، في الوقت الذي يزيد فيه الاستجابة الالتهابية.
قال نيلس لاندغرين، طبيب وباحث في الأمراض المناعية الذاتية بجامعة أوبسالا: “هذا يمكن أن يفسر لماذا النساء يعانين من زيادة خطر الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية. العديد من هذه الأمراض ترتبط بفرط تنشيط نظام الدفاع ضد الفيروسات، وهذا هو المجال الذي يلعب فيه التستوستيرون دوراً رئيسياً.”
تفسير الوفيات خلال الجائحة
وعندما سُئل عن سبب ارتفاع عدد الوفيات بين الرجال خلال جائحة كورونا، أجاب لاندغرين: “نعم، كان من الشائع رؤية فشل نظام الدفاع الفيروسي مبكراً في العدوى، مما أدى إلى التهاب مفرط وغير مسيطر عليه.”
آمال جديدة في العلاج
الآن، يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير خيارات علاجية جديدة للأمراض المناعية الذاتية وتحسين العلاجات للعدوى الخطيرة. كما يتطلعون إلى تطوير لقاحات مصممة خصيصاً لتتناسب مع اختلافات جهاز المناعة بين الرجال والنساء.
وأشار برودين إلى أن “هذه الدراسة توفر لنا خريطة يمكننا من خلالها البحث عن أدوية جديدة تستهدف هذه الأجزاء التي تنظمها الهرمونات. وهي أيضاً دراسة هامة جداً للأشخاص المتحولين جنسياً الذين يتلقون العلاج الهرموني، حيث يجب متابعة هؤلاء الأفراد للتأكد من أنهم لا يتعرضون لأضرار سلبية بسبب العلاج الهرموني.”
المصدر: svt