شهدت عمليات تهريب المخدرات عبر معبر الحدود بين هاباراندا السويدية وتورنيا الفنلندية زيادة هائلة في السنوات الأخيرة، حيث سجلت السلطات الجمركية أرقاماً قياسية في مصادرة المخدرات خلال عام 2023. واستمرت الأرقام في الارتفاع خلال النصف الأول من عام 2024. ويعود السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى الفارق في أسعار المخدرات بين السويد وفنلندا، حيث يسعى تجار المخدرات إلى تحقيق أرباح أكبر.
وأوضح إريك فورمارك، رئيس مجموعة في مصلحة الجمارك بمدينة هاباراندا: “في الآونة الأخيرة، تمكنا من ضبط كميات كبيرة من الأمفيتامين، الحشيش، والإكستاسي. لاحظنا على مدار السنوات الماضية أن المخدرات أغلى سعراً في فنلندا، مما يدفع العصابات لتهريبها لتحقيق أرباح أعلى”.
أرقام قياسية في مصادرات المخدرات
سجل عام 2023 رقماً قياسياً في كمية المخدرات المصادرة على الحدود بين هاباراندا وتورنيا، واستمر الارتفاع خلال النصف الأول من عام 2024. تختلف كميات المصادرات بناءً على نوع المخدرات، سواء كانت على شكل أقراص أو مسحوق. ففي عام 2021، صادرت السلطات الجمركية في هاباراندا ما يقارب 2 كيلوجرام فقط من المخدرات، لكن في عام 2023 ارتفعت الكمية إلى 25.7 كيلوجرام، وخلال النصف الأول من هذا العام، تم ضبط 7.3 كيلوجرام.
زيادة كبيرة في ضبط الأقراص المخدرة
شهدت السلطات خلال النصف الأول من عام 2024 زيادة ملحوظة في مصادرة الأقراص المخدرة، حيث تم ضبط 22,494 قرصاً، وهو عدد يفوق ما تم ضبطه خلال السنوات الثلاث السابقة مجتمعة. ورغم أن وجهة هذه المخدرات النهائية هي فنلندا، إلا أن تأثيرها يمتد إلى المجتمع المحلي في هاباراندا.
وأضاف فورمارك: “إذا تم تهريب عشرة كيلوجرامات من المخدرات، فمن المحتمل أن يبقى منها حوالي كيلوجرامين في هاباراندا، مما يؤثر سلباً على المجتمع المحلي”.
جهود مشتركة لمكافحة المخدرات
تسعى بلدية هاباراندا جاهدة لمكافحة انتشار المخدرات من خلال تعزيز جهودها في هذا المجال. يشمل ذلك توظيف المزيد من العاملين المتخصصين في مكافحة المخدرات، وتقديم المزيد من المعلومات للمدارس وأولياء الأمور، بالإضافة إلى التعاون بين الجهات الحكومية المختلفة.
وتقول سوفي يارفينين، مديرة الشؤون الاجتماعية في بلدية هاباراندا: “علينا أن نعمل معاً كجهة واحدة. نتعاون مع الشرطة، والسلطات الجمركية، والجهات الصحية لدعم جهود مكافحة المخدرات. كل شاب يقع في هذا الفخ يُعتبر فشلاً بالنسبة لنا”.
بناء محطة تفتيش جديدة لتعزيز الأمن
تدرس بلدية هاباراندا بالتعاون مع مصلحة الجمارك إمكانية بناء محطة تفتيش جديدة بالقرب من المعبر الحدودي بين هاباراندا وتورنيا، وهي محطة تفتقر إليها المنطقة حالياً.
وأوضح فورمارك: “بوجود هذه المحطة، سيكون بإمكاننا إجراء عمليات تفتيش أكثر فعالية وبجودة أعلى، مما قد يؤدي إلى مصادرات أكبر وأمن أفضل في هاباراندا”.