في خطوة لتوفير التكاليف، قررت بلدية لودفيكا إيقاف تقديم وجبة العشاء في أيام الأسبوع ووجبة الغداء في عطلات نهاية الأسبوع في ثلاثة من دور رعاية المسنين التابعة لها. هذا الإجراء، الذي سيبدأ تطبيقه اعتبارًا من 1 أكتوبر، يشمل دور الرعاية في “Ängsgården”، “Lingongården”، و”Milan”، حيث سيقتصر تقديم الوجبات الآن على فترة الغداء من الاثنين إلى الجمعة فقط.
قرار لتخفيف الأعباء المالية
بررت آسا بيرغكفيست، رئيسة لجنة الرعاية في البلدية، القرار بضرورة تقليص النفقات في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية. وقالت: “لدينا توجيهات واضحة لتقليل المصروفات قدر الإمكان هذا العام. تقديم العشاء كان خدمة إضافية، وكنا سعداء بتقديمها سابقًا، لكن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يجب علينا إعادة تقييم الخدمات التي يمكننا الاستمرار في تقديمها.”
غضب واعتراض من كبار السن وجمعياتهم
هذا القرار لم يلقَ قبولًا لدى الجميع، خاصة من قبل جمعية المتقاعدين (PRO). بيرغيتا يانسون، رئيسة الجمعية، أعربت عن استيائها الشديد من القرار، واصفة إياه بأنه غير عادل ويؤثر سلبًا على الفئة الأكبر سنًا. وقالت: “من غير المقبول أن تتحمل الفئة الأكثر ضعفًا تبعات الأزمات المالية. الأمر لا يتعلق بالطعام فقط، بل بالحياة الاجتماعية التي سيفقدها هؤلاء الأشخاص. الكثير منهم يعتمدون على هذه الوجبات كفرصة للتفاعل الاجتماعي والخروج من عزلة الغرف.”
زيادة في الأسعار ولكن إلغاء الوجبات
إضافة إلى إلغاء وجبة العشاء، قررت البلدية زيادة تكلفة الوجبة من 67 كرونة إلى 85 كرونة. هذا القرار أثار استغراب وانتقادات السكان. وقالت يانسون: “رفع الأسعار يمكن تفهمه، ولكن إلغاء الوجبة تمامًا هو أمر غير مقبول. هذا يعتبر إهانة للكرامة الإنسانية، خاصة عندما يتعلق الأمر بكبار السن الذين يعتمدون على هذه الخدمة.”
ماذا عن كبار السن؟
القرار يعني أن المسنين في دور الرعاية سيحتاجون إما إلى تحضير وجباتهم بأنفسهم أو الاعتماد على آخرين لجلب الطعام. أرني بليدبيرغ، 74 عامًا، وهو أحد سكان دار “Ängsgården”، علق على القرار بروح من الدعابة المريرة: “سأضطر لأخذ البيرموبيل إلى كشك النقانق!” لكنه عبر عن القلق قائلاً: “الطبخ اليومي بات مستحيلاً بالنسبة لكثير منّا. كنا نعتمد على وجبة العشاء كجزء أساسي من يومنا.”
أما نيللي تيديهولم، 89 عامًا، فقد وصفت القرار بأنه “فضيحة”. وقالت: “اليوم أستطيع تسخين طعامي، ولكن في عمر 89 عامًا، لا أحد يعرف كيف سيكون الحال غدًا.”
مخاوف اجتماعية وصحية
بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية، يشير البعض إلى الآثار النفسية والاجتماعية لهذا القرار. بالنسبة للعديد من المسنين، لا تُعد الوجبات مجرد مصدر للطعام بل فرصة للخروج من غرفهم والتفاعل مع الآخرين. الآن، مع تقليص عدد الوجبات، قد يزداد الشعور بالعزلة بين كبار السن.
تتزايد الانتقادات تجاه هذا الإجراء، حيث يرى كثيرون أن البلدية كان يمكنها البحث عن حلول بديلة لتوفير المال دون المساس بحاجات كبار السن الضرورية، خاصة في ظل الظروف الصحية والنفسية التي يعاني منها العديد منهم.
هل هناك بدائل؟
يبقى السؤال الأهم: هل هناك بدائل يمكن أن تعتمدها البلدية لتفادي مثل هذه الإجراءات الصارمة؟ الإجابة غير واضحة بعد، لكن الوضع الحالي يثير الكثير من التساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الخدمات الأساسية لكبار السن وتقليل الأعباء المالية.