في كتابه الجديد “Försvaret av Sverige” (دفاع السويد)، يكشف أوسكار جونسون، الدكتور في علم الحرب، عن العديد من النواقص الحرجة في بنية الدفاع السويدي، والتي تثير القلق في ظل ما تصفه الحكومة وأحزاب المعارضة بأنه أسوأ وضع أمني تواجهه البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
تحليل شامل للتحديات الدفاعية
منذ التسعينيات وحتى عام 2018، قلصت السويد من ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، ما أثر على استعداداتها العسكرية في مواجهة التهديدات المحتملة. وعلى الرغم من إعادة بناء الجيش السويدي مؤخرًا، فإن جونسون يحذر من أن “القدرات السويدية لا تزال غير متماشية مع تطورات العالم الخارجي”.
وأضاف جونسون أن السويد تتفوق في بعض المجالات العسكرية، إلا أنها متأخرة بشكل كبير في جوانب أخرى قد تأخذ وقتًا طويلاً لتطويرها إلى المستوى المطلوب. في مقابلة حديثة مع برنامج أخبار الصباح على قناة tv4، أشار إلى أن هناك حاجة ماسة لتحسين التكامل بين الأنظمة العسكرية المختلفة لضمان فعالية الدفاع الشامل.
نواقص حرجة في الدفاع البحري والجوي
من أبرز الأمثلة التي قدمها جونسون هي سفن السطح القتالية الرئيسية للبحرية السويدية، والتي تم شراؤها بتكلفة 11 مليار كرونة سويدية. ومع ذلك، تم التخلي عن أنظمة الدفاع الجوي لهذه السفن لتوفير التكاليف، مما يجعلها عرضة للهجمات في حال اندلاع نزاع مسلح. يقول جونسون: “بدون هذه الأنظمة، يمكن للخصم ضرب هذه السفن بسهولة”، مما يشير إلى أن الحماية غير مكتملة لهذه الوحدات البحرية الحيوية.
التحديات التي تواجه التجنيد الإجباري
كما تناول جونسون قضية إعادة التجنيد الإجباري، التي ألغيت في عام 2010 وأعيد العمل بها بعد ست سنوات فقط. أشار إلى أن إعادة بناء نظام التجنيد من جديد كان بمثابة “عاصفة بحرية تقلب النظام ذهابًا وإيابًا”، وهو ما يعكس تقلبات السويد في سياساتها الدفاعية على مر السنين.
روسيا: التهديد الأكبر على السويد
فيما يتعلق بالتهديدات، حدد جونسون روسيا كأكبر تهديد محتمل، لكنه أشار إلى أن التهديد ليس دائمًا عسكريًا مباشرًا. يوضح أن الهجمات السيبرانية، المعلوماتية، والتأثير الاقتصادي هي الأدوات الرئيسية التي تستخدمها روسيا حاليًا ضد السويد. هذا بجانب إمكانية وجود تهديد عسكري في الخلفية.
وحذرت شركة ساب السويدية للصناعات الدفاعية من تزايد خطر العمليات التخريبية التي قد تستهدف البنية التحتية السويدية من قبل روسيا، مما يجعل التهديد أكثر تعقيدًا.
ما يحتاجه الدفاع السويدي الآن
اختتم جونسون حديثه بأن السويد بحاجة إلى تعزيز قدراتها بشكل متكامل، حيث أن الدفاع العسكري لا يعتمد فقط على الجنود والأسلحة، بل على توافر أنظمة متكاملة تعمل بتناغم. كل جزء من النظام يجب أن يدعم الآخر، من الطائرات إلى القوات البحرية، ومن الأنظمة السيبرانية إلى وحدات التجنيد.
المصدر:tv4