وصل إعصار ميلتون إلى ولاية فلوريدا في الساعات الأولى من صباح اليوم، مخلفًا وراءه دمارًا كبيرًا ومقتل عدد من الأشخاص، فيما فر مئات الآلاف من منازلهم هربًا من تأثيرات العاصفة العنيفة. وقد وصفت العاصفة بأنها واحدة من أخطر الأعاصير التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة.
وفقًا لتقرير مادلين ويستين، خبيرة الأرصاد الجوية في TV4، فإن تطور هذا الإعصار كان سريعًا ومخيفًا، حيث تشكلت العاصفة بقوة غير مسبوقة وتحولت إلى إعصار من الفئة الخامسة بسرعة كبيرة، قبل أن يتم تخفيضه إلى الفئة الثانية بعد أن وصل إلى اليابسة. تقول ويستين: “إنها عاصفة قاتلة. لم أرَ سرعة تشكل إعصار بهذه القوة من قبل خلال مسيرتي التي تمتد لأكثر من 30 عامًا”.
أسباب القوة القياسية لإعصار ميلتون
أرجعت ويستين السبب وراء القوة المدمرة للإعصار إلى عدة عوامل تضافرت معًا. من أبرزها ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط بشكل غير معتاد، ما زود الإعصار بالطاقة اللازمة للنمو بسرعة كبيرة، بالإضافة إلى الرياح القوية التي دفعت الهواء البارد إلى الأسفل، مما أدى إلى انخفاض كبير في الضغط الجوي.
وأضافت: “خلال يوم واحد فقط، انخفض الضغط الجوي بشكل سريع جدًا، وكانت مياه المحيط دافئة للغاية، ما ساهم في تحويل ميلتون إلى إعصار من الفئة الخامسة قبل أن يضرب الساحل”.
فيضانات وأضرار واسعة
أثناء اجتياح الإعصار لليابسة، سجلت الرياح في فلوريدا متوسط سرعة بلغ 45 مترًا في الثانية، مع هبوب بعض العواصف بسرعة تتراوح بين 55 و60 مترًا في الثانية. كما حذرت السلطات من موجات فيضانية قد تصل إلى خمسة أمتار في بعض المناطق الساحلية المنخفضة.
تؤكد ويستين على أن الخطر لم ينته بعد، مشيرة إلى أن الإعصار قد يتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية خطيرة بسبب الأمطار الغزيرة المتواصلة التي تسقط في مناطق سبق أن تأثرت بإعصار هيلين. وأضافت: “الطرق قد تتعرض للدمار والانهيار نتيجة لهذه الظروف الجوية العنيفة”.
تأثيرات تغير المناخ على الأعاصير
يرى خبراء الأرصاد الجوية أن تزايد شدة الأعاصير خلال السنوات الأخيرة يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ. تقول ويستين: “نحن نرى اتجاهًا نحو ارتفاع درجات حرارة المحيطات، وهذا يزود الأعاصير بطاقة إضافية لتصبح أكثر قوة”.
مع استمرار التحذيرات والتوقعات بحدوث أضرار كارثية، تبقى الأوضاع في فلوريدا خطيرة، فيما تواصل فرق الإنقاذ جهودها لتخفيف آثار الدمار وحماية السكان.
المصدر: tv4