أمضى أندرس مانسون عامًا كاملاً في البحث عن عمل منذ أن تم تسريحه الصيف الماضي. مع خبرته الطويلة كمهندس في الجيولوجيا و26 عامًا من العمل في مكتب العمل السويدي، تقدم أندرس لأكثر من 500 وظيفة، ولكن دون جدوى. برغم محاولاته المستمرة، يقابل أندرس غالبًا بالصمت من أرباب العمل. يقول أندرس: “لا أتلقى ردودًا، وهذا يجعل الأمر صعبًا، خاصة عندما يسأل الأصدقاء ما إذا كنت قد وجدت عملًا.”
سويد متأخرة في توظيف كبار السن
وفقًا لتقرير جديد نشرته منظمة Pluskommissionen، تحتل السويد مرتبة متدنية مقارنة بجيرانها الشماليين عندما يتعلق الأمر بتوظيف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و74 عامًا. من بين الدول الإسكندنافية، فقط فنلندا تتفوق على السويد في معدل البطالة بين كبار السن. في الواقع، يبلغ معدل البطالة بين كبار السن في السويد أعلى من متوسط الاتحاد الأوروبي.
جون ميلكفست، الأمين العام لـ Pluskommissionen، يعبر عن قلقه من تأثير هذا الوضع على اقتصاد البلاد: “يعد هذا الأمر مقلقًا بالنظر إلى احتياجاتنا، فعدم الاستفادة من الخبرات المتاحة سيؤثر على رفاهية البلاد”. لكنه يرى جانبًا إيجابيًا: “لدينا قوة عمل ماهرة وغير مستغلة يمكننا استثمارها بشكل أفضل”.
التمييز ضد كبار السن
يعتقد أندرس أن سبب عدم توظيفه يعود إلى التمييز العمري الذي يواجهه، حيث يرى أن العديد من أرباب العمل ينظرون إلى عمره وقربه من التقاعد بدلًا من خبرته الواسعة. يقول أندرس: “هناك تركيز على الشباب في هذا البلد. لم نعد نتعامل مع كبار السن كما كنا نفعل سابقًا”.
التحديات والقوانين
يشير جون ميلكفست إلى أن هناك عدة عوامل تساهم في مشكلة البطالة بين كبار السن في السويد، منها القوانين والمعايير المجتمعية. على عكس الدنمارك التي تمتاز بمرونة عالية في سوق العمل أو النرويج التي توفر أمانًا وظيفيًا أكبر، تفتقر السويد إلى التوازن بين المرونة والأمان، مما يعوق فرص كبار السن في الحصول على وظائف جديدة.
ماذا بعد؟
على الرغم من الصعوبات، لم يفقد أندرس الأمل. يدرس الآن توسيع دائرة بحثه لتشمل مجالات جديدة وحتى التفكير في العمل الحر. “الأمل موجود دائمًا، وإذا جاءت الفرصة الصحيحة فقد يتغير كل شيء بين ليلة وضحاها”، يقول أندرس.
المصدر: tv4