جيمي أوكيسون، زعيم حزب ديمقراطيو السويد (SD)، يسجل أعلى نسبة غياب بين القادة الحزبيين في البرلمان السويدي. منذ انتخابات 2022، حيث حضر أوكيسون 6 جلسات تصويت فقط من أصل 80، مما يعني نسبة غياب تبلغ 92.5% وفقا لبيانات الصادرة عن رئاسة البرلمان السويدي.
الغياب الأكبر بين القادة: الأرقام تتحدث
وفقًا لبيانات مقدمة من رئاسة البرلمان إلى التلفزيون السويدي، فإن جيمي أوكيسون غاب عن 74 من أصل 80 جلسة تصويت برلمانية منذ الانتخابات الأخيرة حتى 30 يونيو 2024. بالمقارنة، كانت نسبة غياب رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ماغدالينا أندرشون 59.6%، حيث حضرت 32 جلسة من أصل 80. في حين كانت نسبة غياب زعيم حزب الوسط، محرم ديميروك، 43.3%، ونسبة غياب دانييل هيلدين وأماندا ليند، المتحدثين باسم حزب البيئة، بلغت 24.2% و22.2% على التوالي.
في الوقت الذي يُتوقع فيه غياب القادة الذين يشغلون مناصب وزارية عن البرلمان نظراً لانشغالهم بمهام الحكومة، إلا أن غياب جيمي أوكيسون يُثير تساؤلات، لا سيما وأنه ليس مشغولًا بجولات في جميع أنحاء البلاد للقاء المواطنين، كما يشير المعلق السياسي ماي روهفيدر في صحيفة “أفتونبلادت”.
رد ديمقراطيو السويد: العمل الجماعي هو الأساس
أوضح حزب ديمقراطيو السويد أن غياب أوكيسون يعود إلى طبيعة عمله كزعيم للحزب، والذي يتطلب مرونة في التعامل مع مهامه. وفي تصريح مكتوب، قال الحزب: “نحن فريق متكامل، نتعاون ونتبادل الأدوار. لتحقيق الكفاءة في العمل، يجب أن تكون هناك مرونة في حضور جلسات التصويت، خصوصاً بالنسبة للزعيم الذي يحمل على عاتقه مسؤوليات أخرى عديدة وهامة”.
ويضيف ماي روهفيدر أن حزب SD يبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على رضا أوكيسون، ويمنحه مساحة واسعة من الحرية في أداء مهامه. ويشير إلى أن الحزب يقدّر احتياجات زعيمه، حتى وإن كانت تقتضي بقاءه لفترات أطول في مسقط رأسه سيلفيسبوري.
القيادة والمكانة الخاصة داخل الحزب
يتمتع جيمي أوكيسون بمكانة فريدة داخل حزب SD، حيث يُسمح له بقدر كبير من الاستقلالية مقارنةً بزعماء الأحزاب الأخرى. فالحزب يعتمد بشكل كبير على شخصيته كأحد عوامل الجذب للناخبين. هذا يتيح له حرية أكبر في اختيار كيف وأين يكرّس وقته، سواءً في البرلمان أو في الخارج، ما دام يظل راضيًا عن دوره.
تؤكد هذه الإحصاءات على توجه الأحزاب السويدية إلى منح زعمائها هامشًا من الحرية في اختيار متى وكيف يديرون وقتهم بين البرلمان وواجباتهم الأخرى، لكنها أيضًا تثير نقاشًا حول مدى توازن هذا الاستقلال مع ضرورة الحضور في الجلسات البرلمانية الأساسية.
القواعد البرلمانية للغياب: استثناءات للقادة الحزبيين
وفقًا للوائح البرلمان السويدي، يوجد حد معين لعدد الجلسات التي يمكن للنواب الغياب عنها مع الحفاظ على مستحقاتهم المالية، إلا أن هذه القواعد لا تنطبق على زعماء الأحزاب، الذين يُمنحون مرونة أكبر نظرًا لطبيعة أدوارهم القيادية. هذه الاستثناءات تثير تساؤلات حول مدى تلبية هؤلاء القادة لمتطلبات منصبهم البرلماني، خاصةً إذا كانت نسبة الغياب تتجاوز بكثير معدل زملائهم.
هل يؤثر غياب القادة على فعالية الأداء البرلماني؟
يثير غياب جيمي أوكيسون المثير للجدل نقاشًا أوسع حول دور القادة الحزبيين في البرلمان وأهمية حضورهم في التصويتات. وبينما يُعترف بأن لديهم مهام خارج قبة البرلمان، يتساءل البعض عما إذا كان من المفترض أن يكون حضورهم أكبر خاصة في القضايا المهمة.
المصدر: svt