هجمات عنيفة في ستوكهولم يقودها صبي: كيف حولت طائفة 764 الشيطانية شوارع العاصمة إلى مسرح للأحداث المرعبة؟
تحولت شوارع ستوكهولم إلى مسرح لأحداث مرعبة، بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي نفذتها مجموعة يُعتقد أنها مرتبطة بطائفة شيطانية تُدعى “764”. تضمنت الأحداث هجمات طعن غير مبررة استهدفت سكان منطقة هاسيلبي، وكان أبرز المتورطين في هذه الاعتداءات صبي يبلغ من العمر 14 عامًا. ويُعتقد أن هذه الطائفة تهدف إلى “إثارة الفوضى والرعب” في المجتمع، بحسب التقارير.
الهجوم الأول: طعن مسنّ ونشر الرعب في ستوكهولم
في 11 سبتمبر، تعرّض رجل مسن يبلغ من العمر 80 عامًا لهجوم بالطعن في منطقة هاسيلبي الواقعة غرب ستوكهولم. كان الهجوم غير مبرر، حيث قام الجاني بتصوير الهجوم ونشر الفيديو عبر قناة على تطبيق تلغرام . الرجل نجا من الموت، لكنه أكد أنه لم يعد يشعر بالأمان لمغادرة منزله بعد هذه الحادثة.
لم تمضِ أيام قليلة حتى ألقت الشرطة القبض على فتى يبلغ من العمر 14 عامًا، ليصبح المشتبه به الرئيسي في هذا الهجوم. التحقيقات كشفت عن ارتباطه بطائفة تعمل عبر الإنترنت تُدعى “764”، وهي مجموعة تُعرف بأنشطتها المتطرفة والمثيرة للرعب.
أصل الطائفة وطبيعتها الشيطانية
وفقًا للتقارير، تأسست طائفة “764” في الولايات المتحدة عام 2020 على يد مراهق أمريكي، ويُعتقد أن الاسم مستمد من عنوان بريدي في ولاية تكساس. وتُركز المجموعة على نشر الخوف والفوضى عبر سلسلة من الهجمات المصورة والأعمال العدائية ضد المجتمع. في السويد، تُظهر التحقيقات أن الطائفة لها صلات بأفكار شيطانية من مجموعة “Order of the Nine Angles” البريطانية، التي تُعرف بتبنيها أفكارًا متطرفة تجمع بين الشيطانية والعنف.
هجمات متعددة ومحتوى مرعب عبر الإنترنت
في إطار تحقيقاتها، كشفت الشرطة السويدية أن الهجوم على المسن ليس حالة معزولة، بل يرتبط بعدة هجمات أخرى وقعت في نفس المنطقة. وفقًا لتقرير صادر عن SVT، تم توثيق ثمانية اعتداءات مختلفة في هاسيلبي، وكلها تم تصويرها ونشرها عبر قنوات طائفة “764” على تطبيق تلغرام. وقد تمكن الصحفيون من تحديد مواقع التصوير بدقة، ما ساهم في كشف حقيقة النشاطات العنيفة للطائفة.
أساليب الطائفة: الابتزاز والتجنيد عبر الإنترنت
لا تكتفي طائفة “764” بالترويج للعنف فقط، بل تستخدم أساليب الابتزاز لتجنيد الأطفال والمراهقين. تتلخص استراتيجية الطائفة في استدراج الأطفال والمراهقين عبر الإنترنت وإجبارهم على إرسال صور ومقاطع فيديو خاصة بهم، ثم تهديدهم بنشرها إذا لم يمتثلوا لأوامرهم. تلك الأوامر قد تشمل أعمال عنف أو إيذاء النفس.
ويقول لينوس سفينسون، مراسل SVT الذي تابع القضية: “هذه الطائفة تعتمد على الابتزاز وتجنيد الأطفال لأداء مهام عنيفة تحت التهديد. رأينا حالات لمراهقين اضطروا إلى تنفيذ أوامر قاسية تحت ضغط الخوف من كشف صورهم الخاصة”.
انحرافات أيديولوجية: تطرف وميول نازية جديدة
تُعتبر “764” أكثر من مجرد طائفة شيطانية، فهي تمزج بين الفكر المتطرف والنازية الجديدة. ويشير سفينسون إلى وجود مجموعة فرعية ضمن الطائفة تُسمى “NLM” (No Lives Matter)، والتي تستلهم أساليبها من طوائف عنيفة في روسيا وأوكرانيا. تسعى هذه المجموعة إلى إثارة الفوضى في المجتمعات عن طريق استهداف الأبرياء بالعنف العشوائي.
السلطات السويدية تُحذّر: الخطر يتجاوز السويد
أكدت الشرطة السويدية أن الطائفة لم تقتصر على السويد فحسب، بل يُعتقد أن لها أعضاءً في العديد من الدول الغربية. وتُعتبر الشبكة الاجتماعية تلغرام المنصة الرئيسية التي يستخدمها أعضاء الطائفة للتواصل ونشر محتواهم العنيف، مما يزيد من صعوبة ملاحقتهم وتعقب نشاطاتهم.
في وقت سابق من هذا العام، تم الحكم على شاب آخر في السويد بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالإباحية الطفولية، ويُعتقد أن له صلة بطائفة “764”. يُظهر هذا الحادث أن الطائفة تستهدف أفرادًا يعانون من اضطرابات نفسية، مما يجعلهم فريسة سهلة للاستغلال والانخراط في أعمال العنف.
ردود فعل المجتمع وخطط الشرطة للتصدي للخطر
أثارت هذه الأحداث حالة من الذعر بين سكان ستوكهولم، حيث يخشى الناس من تكرار هذه الهجمات. تعمل الشرطة الآن على تكثيف جهودها لتفكيك شبكة الطائفة وملاحقة أعضائها، لكنها تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع استخدام الطائفة لمنصات مشفرة مثل تلغرام للتواصل.
يقول بير إنغستروم، رئيس قسم العمليات في الإدارة الوطنية (Noa): “ما حدث في هاسيلبي هو جريمة خطيرة. لقد واجهنا تحديات كبيرة في تتبع هذه الطائفة، لكننا ملتزمون بضمان أمن المواطنين”.
مستقبل الطائفة: هل يمكن احتواء التهديد؟
يبدو أن الكشف عن هذه الطائفة لم يُنهِ تهديدها بعد. ففي حين تم القبض على بعض المتورطين، يبقى الخطر قائماً مع إمكانية وجود أفراد آخرين على استعداد لتنفيذ المزيد من الهجمات. تتطلب مواجهة هذا التهديد جهودًا مشتركة من الشرطة والمجتمع ومقدمي الخدمات الرقمية للحد من تأثير هذه الطائفة.
ومع تصاعد هذا النوع من الجرائم، يتساءل كثيرون: هل سيتمكن المجتمع السويدي من مواجهة هذا التحدي الجديد؟ وكيف يمكن حماية الأطفال والمراهقين من الوقوع ضحية لهذه الطوائف العنيفة؟
المصدر: tv4