في ظل الأوقات العصيبة، عادت مسألة الاحتفاظ بالنقود الورقية إلى الواجهة في السويد. في الكتيب التوجيهي الجديد “عند حدوث الأزمة أو الحرب”، تنصح السلطات السويدية المواطنين بالاحتفاظ بكمية من النقود في المنزل، ولكن ليس بكميات كبيرة. وتوضح ميا لانجيمارك من هيئة الرقابة المالية أن الاحتفاظ بكمية كبيرة من النقود قد ينطوي على مخاطر.
الاحتفاظ بالنقود للضرورة فقط
اعتباراً من 18 نوفمبر، ستصدر نسخة محدثة من الكتيب “عند حدوث الأزمة أو الحرب”، تتضمن إرشادات حول كيفية الاستعداد مالياً في حال حدوث اضطرابات أو انقطاع في الخدمات الأساسية. وتوصي الإرشادات بأن يحتفظ كل منزل بكمية من النقود تكفي لتغطية النفقات الضرورية لمدة أسبوع واحد فقط.
وفي حديثها لوكالة الأنباء السويدية TT، أكدت ميا لانجيمارك على أهمية الاستعداد المالي في حال توقف الخدمات الرقمية: “يجب أن يكون لدينا القدرة على إدارة أمورنا المالية لمدة أسبوع على الأقل”، وقالت: “يحتاج الناس إلى التفكير في كيفية تأمين وضعهم المالي في زمن أصبحت فيه التعاملات الرقمية هي السائدة”.
التحذير من الاحتفاظ بكمية كبيرة من النقود
تشرح لانجيمارك أن الاحتفاظ بكمية كبيرة من النقود في المنزل يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر. وتضيف: “إذا احتفظت بكمية كبيرة من المال في منزلك وتعرضت لمشكلة أو حادث، فقد لا تغطي شركة التأمين خسارتك. من الأفضل الاحتفاظ بمبلغ يغطي الاحتياجات الأساسية لك ولعائلتك لمدة أسبوع واحد”.
قانون جديد قيد الدراسة: إلزام المتاجر بقبول النقد
في الوقت نفسه، يبحث البرلمان السويدي في مقترح جديد يهدف إلى فرض إلزامية قبول الدفع النقدي في بعض المتاجر، خاصة تلك التي تقدم السلع الأساسية مثل الطعام والأدوية. ويقول دنس ديوكريف، محقق حكومي من حزب ديمقراطيو السويد، إن القانون المحتمل لن يشمل جميع المتاجر، بل سيقتصر على المتاجر التي تبيع المنتجات الأساسية.
وأضاف ديوكريف في تصريح لصحيفة “داغنز نيهتر”: “الاقتراح يميل نحو فرض قبول النقد في متاجر محددة تقدم السلع الضرورية، لكننا لا ننوي تقديم قانون شامل يلزم كل المتاجر، مثل متاجر الملابس، بقبول الدفع النقدي”.
العودة التدريجية لاستخدام النقد
على الرغم من التحول الكبير نحو التعاملات الرقمية منذ عام 2007، لا يزال هناك شريحة من المجتمع السويدي تعتمد على النقود. وتشمل هذه الشريحة كبار السن، والمقيمين في المناطق الريفية، وبعض أصحاب الأعمال الصغيرة، بالإضافة إلى طالبي اللجوء وغيرهم ممن يعيشون في حالة من العزلة الرقمية. يشير النقاد إلى أن هؤلاء يمكن أن يتأثروا بشدة نتيجة انخفاض استخدام النقد في المجتمع.
ويختتم الكتيب الجديد بالتأكيد على أهمية التفكير في الاستعدادات الشخصية للأزمات قبل وقوعها، وأن الاحتفاظ بكمية معتدلة من النقود يمكن أن يكون جزءًا من هذه الاستعدادات. “في الأوقات الهادئة، من السهل أن نفقد الوعي بضرورة الاستعداد للأزمات”، تقول لانجيمارك. “لكن الاستعداد وسط الأزمة قد لا يكون خيارًا مثاليًا”.
المصدر: nyheter24