إسرائيل تضرب بقوة في سوريا تزامنًا مع هجومها على إيران: دمار في محيط دمشق

ارشيفية من هجوم سابق. AFP/Mahmud Hams

في إطار التصعيد العسكري المستمر، نفذت إسرائيل هجومًا جويًا عنيفًا استهدف مواقع عسكرية في سوريا، بالتزامن مع الضربات الواسعة التي شنتها على إيران. وأفادت تقارير إعلامية سورية بأن الضربات الإسرائيلية التي شملت عدة مناطق في محيط دمشق هي الأعنف منذ شهور، حيث طالت مستودعات أسلحة ومواقع تستخدمها جماعات موالية لإيران، ما أسفر عن دمار كبير وخسائر مادية في المنطقة.

أهداف استراتيجية في محيط العاصمة دمشق

وبحسب المصادر، استهدف الهجوم الإسرائيلي مواقع استراتيجية في محيط العاصمة دمشق، يعتقد أنها مخازن أسلحة ومعدات عسكرية تابعة للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني. وأفادت التقارير بأن طائرات إسرائيلية من طراز F16 وF15 أطلقت عدة صواريخ موجهة بدقة عالية، مستهدفةً مواقع متعددة بالتزامن، ما تسبب في سلسلة من الانفجارات العنيفة التي هزت المنطقة، وسط محاولات الدفاعات الجوية السورية اعتراض بعض الصواريخ.

ردود الفعل السورية: تهديد بالرد وتصعيد في حالة التأهب

وفي أول تعليق رسمي، أدان مصدر عسكري سوري الهجوم واصفًا إياه بـ “التصعيد الخطير”، مشيرًا إلى أن سوريا تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين. كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الدفاعات الجوية السورية كانت على أهبة الاستعداد واعترضت عددًا من الصواريخ الإسرائيلية، لكنها لم تتمكن من منع بعض الصواريخ من الوصول إلى أهدافها.

التوقيت والرسالة: تعزيز للضغط على الوجود الإيراني في سوريا

يرى مراقبون أن الهجمات المتزامنة على كل من إيران وسوريا تحمل رسالة واضحة بأن إسرائيل تعزز ضغوطها على الوجود الإيراني في المنطقة، وأنها عازمة على تحجيم نفوذ إيران وحلفائها، وخاصة حزب الله، في سوريا. ويعتبر هذا التصعيد جزءًا من استراتيجية إسرائيل المستمرة التي تهدف إلى منع إيران من تعزيز قدراتها العسكرية في سوريا والتي يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الإسرائيلي.

التداعيات الإقليمية والدولية

فيما يخص الردود الإقليمية، أبدت بعض الأطراف الدولية مخاوفها من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وقد حذرت الولايات المتحدة من أن استمرار التصعيد قد يجر الأطراف إلى صراع أوسع، داعيةً إلى ضبط النفس. من جهتها، أعلنت موسكو عن استمرار تنسيقها مع دمشق وإيران لمتابعة التطورات، مؤكدةً أن الحلول الدبلوماسية يجب أن تُعطى الأولوية.

ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على سوريا التي شهدتها الأشهر الأخيرة، حيث تستهدف إسرائيل بانتظام مواقع تابعة لإيران أو الجماعات المتحالفة معها في سوريا، لكن الهجوم الأخير يُعتبر الأكبر منذ شهور، ما يعزز احتمالية حدوث مزيد من التوترات على الجبهة السورية الإسرائيلية.

مستقبل الوضع في سوريا بعد التصعيد الأخير

يبدو أن إسرائيل ماضية في استراتيجيتها تجاه سوريا وإيران، فيما تبقى خيارات الرد السوري والإيراني محل ترقب إقليمي ودولي. ومن المتوقع أن يظل الوضع متوترًا في سوريا، وسط تصاعد الاستعدادات والتهديدات، مما قد يدفع المنطقة نحو مواجهة أكبر إذا استمر هذا التصعيد من دون تدخل لاحتوائه.

المزيد من المواضيع