يتابع القادة الأوروبيون بترقب وقلق توجه الناخبين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع في واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية أهمية وتأثيراً على العلاقات الدولية، حيث تجري المنافسة بين الديمقراطية كامالا هاريس، التي تعهدت بتعزيز التحالف عبر الأطلسي، والجمهوري دونالد ترامب، المعروف بانتقاداته للتحالفات متعددة الأطراف.
تناقض المواقف بين هاريس وترامب وتأثيرها على أوروبا
تعدّ كامالا هاريس المرشحة المفضلة لدى الأوروبيين، حيث تشير استطلاعات الرأي في سبع دول أوروبية، أجرتها مؤسسة “يوغوف” YouGov، إلى دعم واسع لها، حتى بين مؤيدي اليمين المتطرف. في المقابل، يرحب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعودة ترامب، الذي قد يعزز علاقته مع التيار القومي في أوروبا ويشكل تحدياً للنظام الديمقراطي الليبرالي السائد في الاتحاد الأوروبي.
ويتابع الأوروبيون بحذر المعركة الحامية بين المرشحين في سبع ولايات أمريكية متأرجحة، تشمل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن ونورث كارولينا وجورجيا وأريزونا ونيفادا، حيث تشير التوقعات إلى تقارب كبير بين هاريس وترامب. وتتمثل فرص هاريس بالفوز في “الجدار الأزرق” الذي يتضمن ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، والتي يمكن أن تمنح الديمقراطيين 270 صوتًا انتخابيًا، وهو العدد المطلوب للفوز بالرئاسة.
مخاوف أوروبية من عودة ترامب
عودة ترامب المحتملة للبيت الأبيض تُثير قلقًا كبيرًا بين القادة الأوروبيين، خصوصًا في بروكسل، حيث يُنظر إلى سياسته الخارجية على أنها تهديد للاستقرار العالمي والعلاقات عبر الأطلسي. يخشى المسؤولون الأوروبيون من أن يتجاهل ترامب توسع روسيا في أوروبا الشرقية ويقيد العلاقات الاقتصادية بفرض تعريفات جمركية جديدة، وقد ينسحب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، مما يضعف الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.
استعدادات المفوضية الأوروبية
تحسبًا لأي سيناريو محتمل بعد الانتخابات، أنشأت المفوضية الأوروبية فريق عمل خاصاً لتحليل الخيارات المتاحة وتجهيز الاستراتيجيات. وصرح متحدث باسم المفوضية يوم الاثنين قائلاً: “دورنا هو أن نكون مستعدين لأي نتيجة تتمخّض عنها الانتخابات الأمريكية.”
هذه المخاوف تؤكد أهمية الانتخابات الأمريكية بالنسبة لأوروبا، حيث أن نتيجة السباق لن تؤثر على السياسة الأمريكية فحسب، بل ستمتد تأثيراتها لتحدد مسار العلاقات الأوروبية-الأمريكية في السنوات المقبلة، بين التعاون المحتمل مع هاريس أو العودة إلى سياسات الانعزال والتوتر مع ترامب.