في حادثة صادمة، أُدين شاب يبلغ من العمر 16 عامًا بتهمة التآمر للقتل بعد تكليفه عبر تطبيق “سيغنال” المشفر بتنفيذ جريمة اغتيال في كوبنهاغن. تمكنت الشرطة من إحباط الجريمة قبل وقوعها، بفضل تحذير من أفراد عائلته، ليتم توقيفه مع شركائه المحتملين في محطة القطارات الرئيسية في ستوكهولم
تفاصيل المؤامرة
بدأت الخطة عندما تلقى الشاب، الذي لا يزال طالبًا، رسالة عبر تطبيق “سيغنال” تُكلفه بالسفر إلى مالمو ومن ثم كوبنهاغن لتنفيذ عملية قتل لشخص لم تُعرف هويته بعد. وكان من المقرر أن يحصل الشاب على مبلغ 150,000 كرون سويدي مقابل المهمة. ويبدو أن الشاب لم يكن بمفرده؛ فقد ضم المخطط شابة تبلغ من العمر 14 عامًا وصديقه الذي ساعده في شراء تذكرة السفر.
دور الشرطة في إحباط المخطط
تلقى شخصان بالغين من عائلة الشاب معلومة حول الرحلة المخطط لها إلى مالمو ومن ثم الى كوبنهاغن، حينها دق ناقوس الخطر. وقاما على الفور بتنبيه الشرطة، التي سارعت للتدخل وأوقفت الشاب وشركاءه في محطة ستوكهولم المركزية، بينما أُوقفت الفتاة في محطة مالمو المركزية.
الحكم وتفاصيل التحقيقات
قضت محكمة Södertörn، بإدانة الشاب الرئيسي بتهمة “التآمر للقتل” بدلاً من “التحضير”، وحكمت عليه بالسجن تحت المراقبة لمدة عام كامل. ورغم أن الشاب اعترف بتلقيه المهمة، فإنه أنكر نيته تنفيذها، مشيرًا إلى تعرضه لضغوط وتهديدات من الشخص المجهول الذي كلفه بالمهمة.
في المقابل، اعتبرت المحكمة أن التهديدات التي تلقاها الشاب ورفيقته لم تكن تهديدات صريحة، بل أقرب إلى “إلحاح واستعطاف” لجعلهم ينفذون الجريمة، فيما وصفت المحكمة محاولات الشخص المجهول مع الفتاة البالغة من العمر 14 عامًا بأنها تعبير عن “إحباطه” أكثر من كونها تهديدات فعلية.
دفاع المتهمين واعترافات صادمة
زعم الشاب البالغ من العمر 16 عامًا، الذي قضى فترات في مراكز رعاية وتوجيه الشباب قبل أن يعود للعيش مع عائلته، أنه لم يرغب في تنفيذ المخطط. كما أرسل رسالة نصية إلى صديقته قبل انطلاقه، يعبر فيها عن شعوره بالإجبار على السفر، بينما ذكرت الفتاة البالغة من العمر 14 عامًا أنها تلقت تهديدات مشابهة.
ورغم هذه التبريرات، توصلت المحكمة إلى أن المتهمين أظهروا نية واضحة لتنفيذ الجريمة، خاصة بعد تبادلهم رسائل على تطبيق “سناب شات”، حيث حاول الشاب الرئيسي تجنيد آخرين للمشاركة في المهمة، مما يعزز قناعة المحكمة بجدية التخطيط.
تساؤلات بلا إجابات
لم تحدد التحقيقات بعد هوية الشخص الذي أمر بالجريمة، كما لم يتم الكشف عن هوية الهدف الذي كان من المفترض استهدافه في كوبنهاغن. وتُسلط هذه القضية الضوء على خطورة استغلال التكنولوجيا وتطبيقات المراسلة المشفرة لتنفيذ مخططات إجرامية بين الشباب.
ردود الفعل المجتمعية
أثارت القضية نقاشات واسعة حول تأثير تطبيقات المراسلة المشفرة في تسهيل تنفيذ الجرائم، وضرورة توعية الشباب بخطورة التورط في مثل هذه المخططات. ويشعر الكثيرون بالقلق إزاء سهولة استهداف المراهقين وإقناعهم بالتورط في أعمال خطيرة قد تودي بحياتهم ومستقبلهم.
المصدر: svt