أقدم رجل سويدي في الخمسينيات من عمره على الانتحار عقب تعرضه لعملية فضح علنية من قبل موقع “دامبين” الشهير في السويد، والذي يستهدف فضح المشتبه فيهم بقضايا التحرش بالأطفال. ووفقًا لما أوردته صحيفة داغينز إيه تي سي، يعد هذا الرجل الثامن الذي يضع حدًا لحياته بعد مواجهات مع الموقع. أثارت الواقعة جدلاً حاداً في المجتمع السويدي، مع تصاعد الاتهامات بشأن مدى تأثير هذه الممارسات على حياة المتهمين.
كيف وقعت الحادثة؟
استهدف “دامبين” الرجل بعد أن قام بترتيب لقاء، عن طريق دردشة على الإنترنت، كان يعتقد أنها مع امرأة تملك ابنة تبلغ من العمر عشر سنوات. تبيّن لاحقًا أن المرأة المزعومة هي في الواقع عضو من “دامبين” كان يعمل على الإيقاع به. عندما حضر الرجل إلى اللقاء، وجد نفسه في مواجهة علنية مع سارة نيلسون وباتريك شوبيرغ، مؤسسي الموقع، اللذين قاما بتسجيل الواقعة بنية نشرها كفضح علني على الإنترنت. بعد وقت قصير من تلك المواجهة، قرر الرجل إنهاء حياته.
“دامبين” يدافع عن أساليبه
سارة نيلسون، المسؤولة عن الموقع، وصفت الحادثة بالمأساوية، لكنها دافعت عن عمل “دامبين”، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي للموقع هو حماية الأطفال من الانتهاكات. وأضافت نيلسون: “كل من يكشف عن هويته علنًا يتعرض لخطر مضاعف لاتخاذ قرار مأسوي، وهذه حقيقة مؤسفة، ولكن ذلك لا ينفي أهمية عملنا في حماية الأطفال.”
انتقادات واسعة لأساليب “دامبين”
وفي سياق متصل، وجّه المحامي السويدي المعروف توماس بودستروم انتقادات لاذعة لممارسات “دامبين”، واصفًا إياها بأنها “قاسية وعديمة الرحمة”. ووفقًا لبودستروم، أفاد بعض الرجال الذين تواصلوا معه بعد استهدافهم من “دامبين” بأنهم شعروا بأنهم “ابتزوا” عبر عروض تلقوها لشراء “علاج ضد التحرش” من شركة ذات صلة بالموقع كوسيلة لتجنب نشر أسمائهم وصورهم على الإنترنت. وأكد المحامي أن هذه الأساليب لا تليق بمنظمة تدعي أنها تسعى للعدالة وحماية الأطفال.
“دامبين” ينفي تهم الابتزاز
من جهتها، نفت نيلسون بشدة مزاعم الابتزاز، مؤكدة أن الموقع لا يقدم مثل هذه الخدمات أو يتعاون مع أي جهة تقدم برامج “إصلاح المتحرشين”. كما شددت على أن “دامبين” لا يسعى لتحقيق مكاسب من عمليات الفضح، وأن أي شخص يشعر بالتهديد أو الابتزاز يمكنه ببساطة التقدم بشكوى للشرطة.
تأتي هذه الواقعة لتكشف عن تصاعد الجدل حول أساليب “دامبين” ومدى تأثيرها النفسي والاجتماعي على الأشخاص الذين يتم استهدافهم. يظل السؤال الأهم مطروحاً: كيف يمكن تحقيق التوازن بين حماية الأطفال وضمان حقوق المتهمين؟
المصدر: tv4