في تصريحات مثيرة للجدل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، إلى تعزيز العلاقات مع الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، واصفاً الأكراد بـ “الحليف الطبيعي” الذي يتعرض للقمع من قِبل دول إقليمية مثل تركيا وإيران. جاءت هذه التصريحات كجزء من رؤية ساعر الاستراتيجية لتعميق الروابط الإسرائيلية مع الأقليات التي تتشارك معها بعض الأهداف السياسية والأمنية، بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
وأوضح ساعر، وفقاً لوكالة “بلومبرغ” للأنباء، أن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات ملموسة لدعم الأكراد، مشدداً على أن هذا الدعم لا يقتصر فقط على التعاون السياسي، بل يمتد إلى جوانب اقتصادية وثقافية. وصرّح الوزير الإسرائيلي أن الأكراد كأقلية عرقية يواجهون ضغوطاً وصراعات مستمرة من جانب الحكومتين التركية والإيرانية، الأمر الذي يجعلهم، من وجهة نظره، شريكاً محتملاً في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب ساعر عن رغبته في تقوية العلاقات مع الطائفة الدرزية في المنطقة، مشيراً إلى أهمية دعم هذه الجماعة التي ترتبط بإسرائيل بعلاقات تاريخية، خصوصاً في ظل تواجدهم في إسرائيل وسوريا ولبنان. تأتي هذه الدعوة كجزء من توجه إسرائيل المتزايد نحو توثيق العلاقات مع بعض الأقليات في الشرق الأوسط، والتي تعتبرها حلفاء طبيعيين في وجه بعض التهديدات المشتركة.
إدانة العنف ضد الإسرائيليين في أوروبا
وفي سياق آخر، ندّد ساعر بالعنف الذي تعرض له مشجعو كرة القدم الإسرائيليون في العاصمة الهولندية أمستردام، ووصف الحادثة بأنها “هجوم عنيف خطير”. وأشار إلى أن العنف الذي حدث في أمستردام مرتبط بشكل غير مباشر بالدعاوى القضائية التي تُرفع ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ويعتقد ساعر أن هذه الأحداث تأتي في ظل تصاعد الحركات المناهضة لإسرائيل في أوروبا، والتي تسعى لمواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية عبر الحملات القضائية الدولية.
وأعرب ساعر عن قلقه من ازدياد ما وصفه بالأفعال العدائية ضد إسرائيل والإسرائيليين في الخارج، والتي يراها متصلة بالمناخ الدولي الذي يشهد تصعيداً ضد سياسات إسرائيل في المناطق المحتلة، لا سيما في ما يتعلق بالمحاكمات التي تُجريها المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم المرتبطة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
شعار “من النهر إلى البحر” تحت المجهر
تطرق ساعر في تصريحاته إلى استخدام شعار “من النهر إلى البحر”، الذي ترفعه بعض الحركات الفلسطينية والعربية، واصفاً الشعار بأنه “دعوة لتدمير إسرائيل”. وشدد على ضرورة مواجهته، حيث اعتبره شعاراً يهدف إلى التحريض على إنهاء وجود دولة إسرائيل من الناحية السياسية والجغرافية. ودعا الوزير الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد انتشار هذا الشعار في المحافل الدولية، مؤكداً على أهمية الدفاع عن إسرائيل على جميع الأصعدة.
التوجهات الاستراتيجية الجديدة في عهد ساعر
تظهر تصريحات ساعر رؤية جديدة في سياسة إسرائيل الخارجية، حيث يسعى إلى استكشاف حلفاء جدد وتعزيز العلاقات مع الأقليات في المنطقة، ضمن استراتيجية تهدف إلى تشكيل جبهة إقليمية أوسع. وبدا أن ساعر يركز على بناء علاقات مع جماعات تواجه تحديات وضغوطاً مشابهة لتلك التي تعيشها إسرائيل، سواء كانت ضغوطاً أمنية أو سياسية، بما في ذلك الأكراد والدروز.
ويمكن تفسير تصريحات ساعر بأنها محاولة لتعزيز دور إسرائيل كحليف إقليمي يمكن أن يوفر الحماية والدعم لبعض الأقليات، مما قد يؤدي إلى تحالفات جديدة تعزز نفوذها الإقليمي.