ستوكهولم: أجرى المجلس الوطني للرعاية الصحية والاجتماعية في السويد (Socialstyrelsen) دراسة شاملة للتحقق من الادعاءات المتزايدة حول تعرض الأطفال من خلفيات مهاجرة لوضعهم تحت الرعاية الاجتماعية بشكل أكبر من الأطفال السويديين. وقد نُشرت نتائج الدراسة حديثاً لتقديم صورة دقيقة تستند إلى البيانات والحقائق.
تفاصيل الدراسة وعدد المشاركين
شملت الدراسة 3.8 مليون طفل وشاب وُلدوا بين عامي 1991 و2020، وتم اختيارهم من بين الذين كانوا مسجلين رسمياً في السويد قبل بلوغهم سن 21 عاماً. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل البيانات بشكل معمق للتحقق من مدى صحة الادعاءات التي انتشرت حول تعامل الخدمات الاجتماعية مع أطفال المهاجرين مقارنة بالأطفال السويديين.
النتائج الرئيسية للدراسة
بحسب نتائج الدراسة، أظهرت البيانات أن نسبة الأطفال من أصول مهاجرة الذين يتم وضعهم تحت رعاية الخدمات الاجتماعية تكون أعلى إلى حد ما مقارنة بالأطفال من خلفيات سويدية. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن الأسباب وراء هذا التباين قد تكون معقدة ومتعددة، وتشمل عوامل اجتماعية واقتصادية، مثل مستوى التعليم، وظروف العمل والدخل لدى الأسر، بالإضافة إلى التحديات التي قد تواجه بعض الأسر المهاجرة في التأقلم مع المجتمع السويدي.
وأوضح المجلس الوطني للرعاية الصحية والاجتماعية أن الهدف الأساسي من الدراسة ليس فقط تسليط الضوء على هذه الأرقام، بل فهم الأسباب الكامنة وراءها لتحسين وتطوير سياسات الرعاية الاجتماعية.
أسباب وتفسيرات محتملة
ووفقاً لمحللين من المجلس، قد يعود هذا التفاوت جزئياً إلى التحديات التي تواجه بعض الأسر المهاجرة، بما في ذلك مشاكل الاندماج والتكيف مع القوانين والأنظمة الاجتماعية، مما قد يؤدي إلى تدخل الرعاية الاجتماعية في بعض الحالات. كما أشار التقرير إلى أن بعض العائلات التي تنتمي إلى خلفيات مهاجرة قد تواجه صعوبة في الوصول إلى المعلومات والدعم المناسب حول كيفية تربية الأطفال وفقاً للأنظمة المعمول بها في السويد.
كما أكدت الدراسة أن هناك عوامل اجتماعية أخرى قد تلعب دوراً في هذا التفاوت، مثل الفقر وصعوبة الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية، مما قد يؤثر على جودة الرعاية المقدمة للأطفال في بعض الأسر.
أهمية الدراسة
يعتبر نشر نتائج هذه الدراسة خطوة هامة نحو توفير المعلومات والحقائق الموثوقة حول تعامل الخدمات الاجتماعية في السويد مع الأسر من خلفيات مهاجرة، وتفنيد الادعاءات المتداولة التي قد تسيء فهم دور الخدمات الاجتماعية في المجتمع. كما توفر الدراسة أساساً لاتخاذ إجراءات تطويرية في السياسات لضمان تقديم الدعم المناسب للأسر، بغض النظر عن خلفياتهم.
وختاماً، شدد المجلس الوطني للرعاية الصحية والاجتماعية على أن الهدف الأساسي من تقديم الرعاية الاجتماعية هو دعم الأطفال وضمان نموهم في بيئة آمنة ومستقرة، وأنه سيواصل جهوده لتحسين وتطوير خدمات الرعاية بناءً على البيانات والحقائق، لضمان التعامل العادل والشامل مع جميع الأطفال والأسر في السويد.
المصدر: sverigesradio