تشغل أزمة شركة نوردفولت، الرائدة في تصنيع البطاريات، الرأي العام والصحافة السويدية بشكل غير مسبوق، بعد الكشف عن أنها كانت على وشك الانهيار المالي، مع أموال تكفي لتغطية أسبوع واحد فقط من التشغيل.
بحسب وثائق قضائية من الولايات المتحدة، تقدمت الشركة يوم الخميس الماضي بطلب لإعادة الهيكلة وفقًا لقانون الإفلاس الأمريكي المعروف بـ “Chapter 11″، في خطوة تهدف إلى حماية الشركة من الإفلاس الفوري وإعادة تنظيم ديونها الهائلة.
ديون تتجاوز 58 مليار كرون
كشفت الوثائق أن نوردفولت كانت تمتلك حوالي 300 مليون كرون فقط في خزائنها عند تقديم الطلب، وهو مبلغ بالكاد يغطي أسبوعًا واحدًا من تكاليف التشغيل.
إجمالي الديون المستحقة على الشركة إلى 30 من أكبر الدائنين، الذين لا يملكون أي ضمانات، يبلغ حوالي 58 مليار كرون، وفقًا لتقرير من إذاعة Ekot. وتشمل هذه الديون أكثر من 300 مليون كرون لمورد كوري جنوبي وأكثر من 200 مليون كرون لشركة سويدية.
إجمالي ديون الشركة للمقرضين يتجاوز 60 مليار كرون، ولكن العديد من هذه القروض مستحقة السداد بعد سنوات، مما يمنح الشركة بعض الوقت لإيجاد حلول.
خطة الإنقاذ
في إطار إجراءات إعادة الهيكلة، أعلنت نوردفولت أنها حصلت على تمويل إضافي بقيمة 2.5 مليار كرون، وهو ما يكفي لتشغيل الشركة حتى بداية العام المقبل. وفي الوقت نفسه، تسعى الشركة للعثور على شريك أو شركاء طويلين الأجل لضمان استمرار عملها.
“سنقوم بمراجعة شاملة لكل الخيارات لإنقاذ الشركة”، جاء في الطلب المقدم إلى المحكمة.
وفي حال فشل خطط الإنقاذ، قد تضطر نوردفولت إلى بيع بعض أصولها أو جميعها، مع الاستعانة بشركة مختصة لتنفيذ عمليات تصفية إذا لزم الأمر.
حديث الساعة في السويد
أصبحت أزمة نوردفولت من أكثر المواضيع تداولًا في الصحافة السويدية، نظرًا لأهمية الشركة كمحرك رئيسي في مجال البطاريات المستدامة ودورها الكبير في التحول الأخضر في أوروبا. ومع ذلك، فإن هذه الأزمة تسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجهها الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا الخضراء، خصوصًا في ظل التكاليف العالية والديون المتراكمة.
مستقبل نوردفولت أصبح الآن على المحك، حيث تنتظر الشركة قرارًا سيحدد مصيرها: إما إعادة الهيكلة بنجاح أو الانهيار الكامل.
المصدر: sverigesradio