سوريا: شهدت منطقة تل رفعت في شمال حلب، اليوم الأحد، تصعيدًا خطيرًا مع اندلاع مواجهات عنيفة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، في ظل تصاعد حدة الصراع في الشمال السوري. وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التعبئة العامة والاستنفار، منددة بالهجوم الذي وصفته بأنه “عدوان تركي” يستهدف تقسيم البلاد واحتلال أراضيها.
تصعيد ميداني حاد وقطع طرق استراتيجية
اندلعت الاشتباكات بعد أن نجحت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في قطع الطريق بين منبج وتل رفعت، بهدف محاصرة المدينة وقوات قسد داخلها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 300 ألف نازح كردي يتواجدون في المنطقة التي تشهد تصاعدًا ميدانيًا غير مسبوق.
وبحسب مصادر محلية، تشارك الفصائل في هذه العمليات تحت مسمى “عمليات فجر الحرية”، بينما لم تشارك “هيئة تحرير الشام” بشكل مباشر في القتال.
الإدارة الذاتية: عدوان يهدد سوريا بالكامل
في بيان رسمي، استنكرت الإدارة الذاتية الهجوم التركي، واعتبرت أنه استكمال للمخطط الذي فشلت تركيا في تحقيقه من خلال تنظيم داعش. وجاء في البيان:
“هذا العدوان يستهدف احتلال وتقسيم سوريا وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب الدولي، ويهدد كل سوريا وليس منطقة محددة فقط.”
دعوة إلى الوحدة والتعبئة العامة
دعت الإدارة الذاتية جميع المكونات من الكرد والعرب والسريان والتركمان إلى التكاتف وتعزيز الوحدة لمواجهة هذا “العدوان السافر”. كما ناشدت الشباب والشابات للالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية، معلنة مرحلة التعبئة العامة ومطالبة الجميع بأن يكونوا في حالة تأهب دائم.
وأضاف البيان:
“يتوجب على جميع مؤسساتنا أن تكون في حالة استنفار كامل، وأن تعمل كخلايا أزمة لمواجهة التحديات المترتبة على هذا العدوان.”
تحذيرات من كارثة إنسانية ودعوات للتدخل الدولي
ناشدت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي للتدخل وإيقاف هذا العدوان الذي وصفته بأنه “شكل جديد من الإرهاب الداعشي” والذي سيؤدي إلى كوارث إنسانية كبرى. كما شددت على أن هذا الهجوم لا يهدد سوريا فقط، بل يحمل تداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
خسائر بشرية ومخاوف إنسانية
ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش السوري والفصائل المسلحة إلى 372 منذ بدء العمليات العسكرية يوم الأربعاء الماضي، في حين شن الطيران الروسي والسوري غارات مكثفة على مناطق إدلب التي تسيطر عليها الفصائل.
صراع معقد ومستقبل غامض
مع استمرار التصعيد، يواجه الشمال السوري واحدة من أخطر مراحله منذ سنوات. بينما تتزايد الدعوات المحلية والدولية لاحتواء الموقف ومنع مزيد من الكوارث الإنسانية، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الأطراف على إيجاد حل ينهي هذا الصراع المعقد.