ستوكهولم: شهد المشهد السياسي السويدي خلال عام 2023 تغيرات جذرية في دعم الأحزاب السياسية، مما يعكس تحول المزاج العام للناخبين وتأثير القضايا السياسية الكبرى على توجهاتهم. وفقًا لاستطلاعات الرأي الصادرة عن SVT Verian، فإن أحزاب المعارضة تحتفظ بتفوق واضح على تحالف “تيدو” الحاكم بفارق يتراوح بين 6 إلى 7 نقاط مئوية، مع تغييرات ملحوظة في شعبية الأحزاب الفردية.
الخاسرون في استطلاعات الرأي
- ديمقراطيو السويد (SD):
شهد الحزب تراجعًا بنسبة 3.2%، ليصبح الأكثر خسارة بين الأحزاب. يُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها التنازلات التي قدمها الحزب أثناء المفاوضات مع الحكومة، وفقدانه ميزة التفرد في سياسات الهجرة التي أصبحت الآن جزءًا من الأجندة الحكومية. علاوة على ذلك، أثرت الانتقادات التي طالت الحزب خلال حملة انتخابات الاتحاد الأوروبي سلبًا على سمعته. - الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S):
تراجع الحزب بنسبة 2.4% نتيجة سلسلة من الفضائح الداخلية، بما في ذلك الجدل حول عضوية جمال الحاج وانتقادات حول تنظيم اليانصيب. كما أن تراجع الثقة بماغدالينا أندرسون، زعيمة الحزب، أدى إلى انخفاض التأييد الشعبي للحزب، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمامه للعودة إلى الصدارة.
الفائزون في استطلاعات الرأي
- حزب البيئة (MP):
حقق الحزب أكبر زيادة في شعبيته بنسبة 2.3%، مستفيدًا من التغيير في القيادة. حيث استقالت مارتا ستينيفي لتتولى أماندا ليند القيادة مع دانييل هيلدين. ركزت القيادة الجديدة على قضايا المناخ والبيئة بشكل أكبر، مما جذب شريحة واسعة من الناخبين الذين يرون في الحزب ممثلًا حقيقيًا لهذه القضايا. - حزب المحافظين (M):
سجل الحزب زيادة بنسبة 2%، ويرجع ذلك إلى الإنجازات التي حققتها الحكومة، مثل انضمام السويد إلى الناتو، وهو ما عزز صورة الحزب كقوة قادرة على إدارة الملفات الوطنية الكبرى. كما أن التوقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية لعبت دورًا في استعادة ثقة بعض الناخبين.
ديناميكيات التحالف الحاكم والمعارضة
رغم التقدم الذي أحرزه حزب المحافظين، فإن تحالف “تيدو” الحاكم لا يظهر أي مؤشرات على استعادة شعبيته العامة. على الجانب الآخر، يبدو أن أحزاب المعارضة، وعلى رأسها الاشتراكيون الديمقراطيون والبيئة، تستفيد من الانتقادات الموجهة إلى الحكومة بشأن إدارة القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
التأثيرات الكبرى على المشهد السياسي
- قضية عضوية الناتو:
انضمام السويد إلى الناتو أضاف نقاطًا إيجابية لتحالف الحكومة، لكنه لم يكن كافيًا لتحسين الأداء العام للتحالف. - التغيرات الاقتصادية:
الحديث عن تحسن الاقتصاد واحتمالات زيادة القوة الشرائية ساهم في تقليل السخط على الحكومة، لكنه لم يعوض الخسائر الناجمة عن قضايا أخرى مثل ارتفاع تكاليف الطاقة. - التغيرات في الأولويات السياسية:
شهدت بعض الأحزاب تحولًا في استراتيجياتها، حيث ركز حزب البيئة على القضايا المناخية بدلًا من الهوية السياسية، ما ساهم في زيادة شعبيته.
مستقبل السياسة السويدية
مع اقتراب عام 2025، تواجه الأحزاب تحديات كبيرة لتعديل استراتيجياتها بما يتماشى مع تطلعات الناخبين. قد تكون القضايا الاقتصادية والمناخية هي المحرك الرئيسي لتوجهات الناخبين في الفترة المقبلة، في ظل استمرار التفاوت بين الأحزاب الكبرى وصعوبة استعادة ثقة الناخبين في التحالف الحاكم.
المصدر: svt