ستوكهولم: كشفت دراسة أعدها اتحاد نقابات العمال السويدي (Kommunal) عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها مساعدو التمريض، الذين يمثلون أكبر شريحة وظيفية في السويد. بحسب الدراسة، فإن دخل مساعدي التمريض لا يكفي لتغطية حتى نصف ما ينفقه السويدي العادي خلال موسم عيد الميلاد.
قالت مالين راغنيغورد (Malin Ragnegård)، رئيسة الاتحاد: “من غير المقبول أن يُجبر مساعدو التمريض على الاختيار بين شراء الطعام أو الهدايا لأطفالهم. هذا الوضع لا يليق بدولة مثل السويد.”
التكاليف مقابل الدخل
في السويد، يعمل حوالي 165,000 شخص كمساعدي تمريض، مما يجعل هذه الوظيفة الأكثر شيوعًا في البلاد. ووفقًا لحسابات الاتحاد، يبلغ متوسط راتب مساعد التمريض 28,500 كرون سويدي شهريًا. بعد خصم الضرائب، يتبقى حوالي 23,000 كرون. وبعد دفع الإيجار، وشراء الطعام، وتغطية المصاريف الأساسية، يتبقى للشخص حوالي 2,900 كرون فقط.
في المقابل، كشفت دراسة أجرتها Nordea أن السويدي العادي ينفق حوالي 6,800 كرون على الهدايا، والزينة، وطعام عيد الميلاد، مما يجعل الفارق كبيرًا وغير معقول بالنسبة لمساعدي التمريض.
مطالب برفع الدعم وتحسين الظروف
دعت مالين راغنيغورد إلى تحسين الظروف المعيشية للعاملين في قطاع الرعاية، مشيرة إلى أن “العمل في قطاع الرعاية الاجتماعية لا يجب أن يؤدي إلى الفقر”. وطالبت باتخاذ عدة إجراءات تشمل:
- زيادة الإعانات العائلية والسكنية بما يتماشى مع معدلات التضخم.
- إلغاء خصم يوم الإجازة المرضية (Karensavdraget) لضمان حصول العمال على أجرهم من أول يوم مرض.
- توفير دعم إضافي للأسر ذات الدخل المنخفض لمساعدتهم على مواجهة المصاريف غير المتوقعة والاحتفالات السنوية.
“فرق غير معقول”
أكدت راغنيغورد أن الفارق بين ما يمكن أن ينفقه مساعدو التمريض وما ينفقه السويدي العادي خلال موسم الأعياد يعكس وضعًا غير عادل. وأضافت: “قد لا يحتاج الجميع إلى إنفاق 6,800 كرون على العيد، ولكن عندما لا تستطيع أكبر شريحة وظيفية في السويد تغطية حتى نصف هذا الرقم، فإن ذلك غير معقول.”
نحو عدالة اجتماعية أكبر
مع استمرار الضغط على الحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية لموظفي قطاع الرعاية، تبقى قضية مساعدي التمريض مثالًا على التحديات التي تواجه الطبقة العاملة في السويد، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.
المصدر: tv4