دال ميديا: أعلنت بريطانيا عن قرار تاريخي بإلغاء 92 مقعدًا مخصصًا للنبلاء الوراثيين في مجلس اللوردات، وهو ما يُعد خطوة بارزة نحو تحديث النظام السياسي في البلاد. جاء القرار في إطار تعهد حزب العمال، الذي فاز في الانتخابات الصيف الماضي، بتقليص نفوذ الطبقة الأرستقراطية في المؤسسات السياسية.
“البرلمان ليس نادياً خاصاً”
أكد النائب العمالي تشارلي فالكونر في نقاش برلماني الخريف الماضي أن “البرلمان ليس نادياً خاصاً”. هذا التصريح يُبرز انتقادات واسعة تجاه استمرار تأثير النبلاء الوراثيين في النظام السياسي البريطاني، وهو ما يعتبره كثيرون نظامًا قديمًا لا يتماشى مع القيم الديمقراطية الحديثة.
تُعد المقاعد الوراثية الباقية في مجلس اللوردات بقايا من نظام سياسي تاريخي، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية تتمتع بنفوذ كبير. وعلى الرغم من تقليص هذا الدور تدريجيًا عبر إصلاحات سابقة، إلا أن هذه المقاعد كانت رمزًا للارتباط بالماضي.
مجلس اللوردات اليوم: خليط من الخبرات
يتألف مجلس اللوردات حاليًا من أكثر من 800 عضو، يتم تعيين معظمهم من قبل الحكومة. يضم المجلس شخصيات من خلفيات متنوعة، بما في ذلك سياسيون سابقون، رجال أعمال، قانونيون، وأكاديميون. وعلى الرغم من ذلك، يواجه المجلس انتقادات بشأن عملية التعيين، حيث يرى البعض أنها تُستخدم كمكافآت سياسية.
إلغاء مقاعد النبلاء الوراثيين يُعتبر خطوة أولى في إصلاح مجلس اللوردات. ويرى المؤيدون أن هذا القرار سيُعزز الديمقراطية ويجعل النظام السياسي أكثر تمثيلاً للواقع الحديث.
بين التأييد والمعارضة
بينما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تطور ضروري يعكس القيم الديمقراطية، يعارضها البعض بحجة أنها تُهدد الجذور التاريخية والثقافية للنظام السياسي البريطاني. ومع ذلك، فإن حزب العمال يعتزم المضي قُدمًا في إصلاح أوسع لمجلس اللوردات بهدف تحديثه وجعله أكثر شفافية وتمثيلاً.
يُعتبر هذا القرار بداية عهد جديد لمؤسسة تاريخية عريقة، وقد يكون مقدمة لتغييرات أكبر في البنية السياسية البريطانية في المستقبل.
المصدر: sverigesradio